عبَّرت خبيرة أمريكية في مجال إساءة استخدام المخدرات عن دهشتها وإعجابها الكبير بالمستوى المتقدم الذي تتمتع به المملكة في مجال مكافحة هذه الآفة. وقالت مديرة المعهد الوطني في الولاياتالمتحدةالأمريكية لإساءة استعمال المخدرات (NIDA)، الدكتورة نورة فالكاو، في تصريحات خاصة ل «الشرق»، على هامش الندوة الإقليمية الثانية لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات، التي احتضنتها الرياض أمس، إنها مبهورة من الأساليب الوقائية الناجعة التي تستخدمها السلطات السعودية لوقاية أفراد وفئات المجتمع من خطر الإدمان والمواد السامة. وأوضحت أن المجتمع السعودي وعلى عكس المجتمع الأمريكي لا يعاني مشكلة حقيقية في الإدمان، وأن نسب المدمنين بالمملكة مقارنة بالولاياتالمتحدة قليلة ومقارنة بالعالم لا تكاد تذكر. وأكدت أنها ترغب بشدة في التعرف على سر الوقاية من المخدرات بالمجتمع السعودي، وكيف أمكن تحقيق هذا المستوى الوقائي المتقدم. وفي ردها على سؤال ل «الشرق» عما إذا كانت المملكة مستهدفة في عمليات الإغراق وتجارة المخدرات لضعف النواة فيها، وهم الشباب، أوضحت الدكتورة نورة أن الهدف الحقيقي لتجار المخدرات هو «الثروة المالية»، فهم يبحثون عن المال، والشريحة المستهدفة هم الشباب. مشيرة إلى أن الدولة الناجحة والمتقدمة هي المستهدفة بشبابها بالمخدرات، كما حدث عندما أغرقت الصين بالهيروين، مؤكدة أن الفئة المستهدفة من تجار المخدرات بالدرجة الأولى هم الشباب وصغار السن. من جهتها، قالت رئيس الجمعية المصرية للإرشاد النفسي وعلاج الإدمان الدكتورة حنان الشاذلي في ورقة عمل قدمتها بعنوان «التجارب الميدانية في مجال تقديم برامج الوقاية في المجتمع»، إن تجار المخدرات يستهدفون شريحتين في عمليات الإغراق، فالإطار الأول يستهدف ما يعرف ب «المنطقة الخضراء»، أي الأشخاص الذين يعانون مشكلات نفسية بسيطة. أما الإطار الثاني، فيستهدف ما يعرف ب «المنطقة الصفراء»، أي الأشخاص الذين هم في بداية طريق الإدمان، أو ينتمون لفئة التعاطي الخفيف غير المنظم. ووفقاً لما كشفه نائب الأمين العام الرئيس التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الدكتور يوري فيديتوف، على هامش الندوة الإقليمية الثانية لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات، فإن العام المقبل سيشهد إعلان سياسة العمل الدولي لمكافحة المخدرات، عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية وتحسين التعاون الدولي وبناء القدرات البشرية والفنية لأجهزة مكافحة المخدرات. وقال فيديتوف إن إعلان سياسة العمل الدولي لمكافحة المخدرات، ستتبعه جلسة خاصة في الأممالمتحدة بهذا الشأن، مما سيوفر خارطة طريق للمجتمع الدولي في مكافحة هذه الآفة. وكان وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز قد رعى أمس أعمال الندوة الإقليمية الثانية لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات التي تنظمها المديرية العامة لمكافحة المخدرات بمشاركة خبراء ومتخصصين من 26 دولة عربية وأجنبية وخمس منظمات دولية من مختلف دول العالم، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتيننتال في الرياض. من جهته، قال المدير العام لمكافحة المخدرات المشرف العام على الندوة اللواء عثمان المحرج: إن الندوة تهدف لبحث آثار المخدرات السلبية بدرجاتها المتفاوتة، مؤكداً أنه يتحتم على الجميع الارتقاء بالتعاون الثنائي والدولي والوقوف صفاً واحداً أمام أباطرة الموت لحماية الشعوب وعلى الأخص فئة الشباب من تغول هذه الظاهرة التي تُعد عقبة أمام التنمية المستدامة. وأفاد أن الندوة تأتي استجابة لتطلعات الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي يحرص كل الحرص على المزاوجة بين العمل العلمي والميداني والمعلوماتي من خلال إكساب رجال الأمن المهارات اللازمة ليتجاوزوا مرحلة الجودة في العمل الأمني إلى مرحلة الإبداع ودفع مجالات التعاون الدولي لتبادل المعلومات والخبرات والاستفادة من تجارب الدول في جميع المجالات الأمنية.