الإحصائية التي أعلنتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في المملكة والتي كشفت عن 101 ألف متهم بتهريب حبوب مخدرة إلى المملكة خلال ثلاثة أعوام فقط، فضلا عن مصادرة كميات هائلة من السموم تكشف عن حرص العصابات الإجرامية على استهداف وطننا وتدمير عقول شبابنا الذين يمثلون ركيزة النماء والتطور، وقوة السير نحو المستقبل. هذه الكميات الهائلة التي تمكن رجال الأمن البواسل من ضبطها، كانت كافية لتدمير مجتمعنا وإغراق الشباب والشابات في مستنقع المخدرات وبالتالي ضرب قوة الوطن وشل حركته، تحليل الأرقام يكشف أيضاً أن نحو 93 متهما يسقطون يوميا وهم يحاولون عابثين إدخال المخدرات أو ترويجها في المملكة، فضلا عن الأعباء الكبيرة التي تواجهها مستشفيات الأمل. ضخامة الرقم تتطلب توحيد الجهود محليا من خلال التوعية للشباب وأسرهم بضرورة اليقظة وعدم الوقوع فريسة في يد تجار الموت، ومن جهة أخرى تنسيق الجهود الدولية والتواصل مع الأجهزة ذات العلاقة لملاحقة عصابات الإجرام التي تروج للسموم وتقديمهم للعدالة الدولية. وبدون التنسيق والتوعية واليقظة ومهما كانت قوة وصلابة ويقظة رجال الأمن فإن هذا لن يكون رادعا للمجرمين، فالتعاون مطلوب على كل المستويات، كما أن على الجهات التشريعية في المملكة سن نظام أكثر صرامة للتعامل مع من يستهدفون الوطن ويدمرون عقول أبنائه.