بين يوم وآخر تعلن الأجهزة المعنية عن ضبط كميات من المخدرات والمسكرات وأسلحة وذخيرة، وضبط المهربين، والتقرير السنوي يكشف كميات هائلة تعكس إصرار شبكات الإجرام على استهداف مجتمعنا، ولكن كيف نقرأ هذه الأخبار ونفهمها كمواطنين؟ أخشى أن نعتاد قراءتها كأخبار عادية بدون تدبر ولا تفكر في حجم تلك الشرور، ودون استيعاب حجم الجهود الكبيرة للعيون الساهرة لحرس الحدود وفي المنافذ وأجهزة مكافحة المخدرات وغيرها، فالمهربون المجرمون يقابلهم في الداخل مروجون مفسدون والدليل أرقام ضحايا الادمان ومن يتم اعادة تأهيلهم صحياً ونفسياً وهم بعشرات الآلاف سنوياً. وأمام عصابات تتربص بنا من الخارج وتقف لها الأجهزة بالمرصاد، فإن في الداخل عناصر تروج وتستهدف بعض ضعاف النفوس، ولذلك يجب أن تكون أعين المجتمع يقظة لكل من يروج، وأن تتكثف التوعية والرقابة من الأسرة والمدرسة وحملات إعلامية ودعوية. وهنا تتكامل الجهود لحماية وطننا ومجتمعنا من آفة المخدرات، تماماً مثل أخطار وشرور الأفكار الضالة.