أجمع عدد من سكان الأحياء الشعبية في جدة أن حاويات النفايات، تظل في بعض الاحيان متخمة، ولا يتم تفريغها من قبل الشركة المكلفة بالنظافة، مؤكدين أن «الصناديق السوداء» (كناية عن حاويات النفايات) أصبحت تشكل هاجسا يوميا بالنسبة لهم وأن بعض عمال النظافة يهتمون بجمع السكراب وعلب المشروبات الغازية، بدلا من تفريغ الصناديق. وتابع الأهالي أن الكثير من الآباء والأمهات أصبحوا يمنعون أبناءهم الصغار من الخروج إلى الشارع خوفا من تعرضهم للتلوث من النفايات التي تمتلئ بها الحاويات وتفيض. وأضافوا أن الامر لا يتوقف عند هذا الحد فحسب بل إن قطع الأثاث المستعمل تجد طريقها إلى حاويات النفايات ولأنه لا يمكن نقلها في سيارات النظافة فإنها تظل في موقعها بجوار الحاويات وتصبح مرتعا للقطط الضالة والفئران. وقالت نوف السعدي إن عدم تفريع حاويات النفايات أصبح أحد سمات الحي الذي تقطنه، مشيرة إلى أنها منعت أطفالها من الخروج للمنزل لأن مشهد الشارع الذي يطل عليه منزلها يمتلئ يوميا بالنفايات. وتابعت أنه مع الارتفاع في وتيرة حرارة الطقس فإن النفايات المتحللة تتسرب إلى البيوت وتكتم الأنفاس. وفي السياق نفسه، أوضحت فاطمة المحمدي أن مشهد حاويات النفايات أصبح من الأمور المألوفة في الكثير من أحياء جدة، موضحة أن هناك حاويات خلف المراكز التجارية تمتلئ بالنفايات وربما تستمر عدة أيام دون حسيب او رقيب. وأضافت أن بعض الحاويات تكون على شكل نصف حافلة مفصولة تقف معبأة بأنواع النفايات التي تجذب العديد من أنواع الحشرات والذباب، كما أن الحاويات الممتلئة في الشوارع الفرعية مهملة ومجهولة المصير وتعيق حركة المرور وتزعج سكان الأحياء بالروائح الكريهة. التزام الصمت «عكاظ» حاولت التواصل على مدى الايام الماضية مع المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري للحصول على إفاده حول النفايات الملقاة في الشوارع الا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة.