حين تبذل أقصى درجات العطاء لديك، وتقود ما لا يمكن قيادته من أجل الحصول على ما يريد صديقك، حينها تبتسم لسعادته في محاولة منك لتذكيره بجهدك، وفي نهاية المطاف يتوارى عن ناظرك، ليغلق الباب خلفه بكل هدوء.. أهو الخجل من قول أربعة أحرف؟. أين هي ثقافة الشكر؟ أصدم كثيرا في تعاملاتي مع أشخاص من حولي، لست هنا لأمدح نفسي ولكن للبحث عن رونق التعاملات الخفي، سر من أسرار نهايات العطاء، لغة ناقصة لن يفهمها فاقدوها. أصبحت تعاملاتنا باردة الأجواء، لا تحمل معنى الرقي، طغت عليها حب الأخذ والأمر وكأنها تدور في حلقة الإجبار، وتسلط الأنا لتحقيق المصالح فقط. كيف لك أن تتخيل عزيزي القارئ لذة العطاء برغم الجهد والبذل برغم الألم، وكل ذلك لرسم ابتسامة على الثغر، من أجل إسعادهم فقط. أدعوك من هنا لثقافة الشكر، وقد دعانا لها قبلا حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: «من لا يشكر الله لا يشكر الناس».. حديث صحيح صححه الألباني. لنرتق في تعاملاتنا لأسمى المعاني، للغة الأنقياء، لثقافة تحمل معنى العرفان والتقدير والاحترام ورد الجميل، بكل بساطة.. شكرا. شذا المدخلي (جازان)