لم تسع الفرحة أهالي محافظة يدمة التي تبعد قرابة 081 كلم عن نجران، عندما تنامى إلى مسامعهم أنه تم رصد الملايين من الريالات لمشاريع درء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار لمحافظتهم، ولكن عند هطول الأمطار على المحافظة تبددت هذه الفرحة، خصوصا مع مداهمة السيول منازلهم ومبنى البلدية والمستشفى والشوارع، ما تسبب في خلق حالة من الرعب لدى الأهالي والمقيمين الذين تساءلوا عن الذي حصل وعن مصير الملايين المرصودة لحماية أهالي المحافظة من خطر السيول. «عكاظ» التقت عددا من أهالي المحافظة ومن بينهم ناجي قبلان آل فطيح، وسعود بن محمد ضبان، ومحمد آل فطيح الذين تحدثوا بمرارة عن معاناتهم مع السيول والأمطار التي تهطل هذه الأيام. وقالوا «نسمع عن ملايين الريالات التي خصصت لدرء مخاطر السيول وتصريف مياه الأمطار، ولكننا اصطدمنا بالواقع المرير مع أول هطول للأمطار التي كادت أن تتسبب بكارثة إنسانية، خصوصا أن السيول اقتحمت المحافظة في لحظات دون أن تجد ما يردعها». وأشاروا إلى أن نصيب بلدية المحافظة منها كان كبيرا جدا، ولو كانت الأمطار بكميات كبيرة أو السيول كانت أكبر لمحت مبنى البلدية والمستشفى العام الذي وصلت المياه أيضا إلى أبوابه. وطالبوا بأن تستنفر بلدية يدمة كل قواها وإمكانياتها لوضع حلول عاجلة وإيجاد مبادرات سريعة لتصريف مياه الأمطار والسيول وإبعاد شبح الخوف عن الأهالي. من جانبه أكد إبراهيم وضبان أن مشاريع تصريف السيول والأمطار ليست وحدها ما ينقص المحافظة وإنما هناك أيضا بعض الأحياء في المحافظة لا يوجد فيها إنارة، مشيرا إلى أن من يدخل هذه الأحياء ليلا يخيل إليه وكأنه داخل إلى مقابر لا أحياء مأهولة بالسكان، كما أنها تفتقد إلى الأرصفة والنظافة. أما سالم بن مفرح الشدقاء فقال إن الأهالي يطالبون بفتح فرع للأحوال المدنية ليرتاحوا من عناء السفر مسافة 350 كلم ذهابا وإيابا لمراجعة أحوال نجران، مشيرا إلى المشقة التي يتحملونها، خصوصا كبار السن. وأعرب عن الأمل في أن يكون لديهم مكتب للأحوال المدنية لاستخراج بطاقات الأحوال وضم المواليد وخلافه. وطالب بإيجاد فروع للبنوك في المحافظة، مشيرا إلى أن مكائن الصرف الآلي قليلة جدا مقارنة بالكثافة السكانية، إضافة إلى أن معظمها متعطل. «عكاظ» التقت رئيس المجلس البلدي في يدمة غريب بن مسفر آل الفهاد الذي أكد ما ذهب إليه الأهالي، خصوصا في ما يتعلق بمشاريع درء السيول والأمطار. وقال: لقد تم عقد جلسة عاجلة للمجلس هذا الأسبوع وناقشنا بلدية يدمة في الكارثة التي كادت أن تحل بالمحافظة، وقد تحدث الناطق الإعلامي في البلدية وأكد أن هناك أخطاء من المسؤولين السابقين في البلدية، وهذا كان اعترافا من البلدية، ونحن الآن نطالب بمعالجة الأخطاء السابقة والحالية لإيجاد حلول سريعة، ريثما نتمكن من إيجاد الحلول الجذرية التي تكفل سلامة المواطنين خصوصا مشاريع درء أخطار السيول والأمطار. وأضاف أن المجلس البلدي يركز على الجودة في تنفيذ المشاريع. تجنب العشوائية قال غريب بن مسفر آل الفهاد إن المجلس البلدي للمحافظة تلقى من البلدية خطة الطوارئ الخاصة بها وكانت مميزة، لكن تنفيذها لم يكن كما هو مكتوب، مشيرا إلى أن المجلس يحاول تجنب العشوائية في مناقشة ما يهم المحافظة وأهاليها.