تتجه صناعة القطران نحو التلاشي والاختفاء، على الرغم من فوائده العديد في الاستطباب وغيرها، وتحضر تلك المادة بطريقة بدائية، في مكان يطلق عليه الموقد، بحرق نوع معين من الأشجار اليابسة مثل الأثل والسمر، باستخدام الحطب وحجر مجوف يسمى المقطر وله أشكال عدة، وتستغرق عملية التقطير نحو ساعتين، فعندما تحترق قطع الخشب بعد وضعها في برميل يتحول الدخان الناتج منها إلى مادة سائلة تدخل مع فوهة الموقد وتذهب إلى ما يسمى بالزير والمطارف وهي الأواني التي تحفظ القطران وأوضح سالم سعيد الذي يزاول تصنيع القطران منذ سنوات عدة، أنهم يوقدون النار تحت برميل من التنك يحوي أغصان الأثل والسمر، حتى يتحول الدخان المنبعث منها إلى سائل هو القطران، ويأخذ مجراه عبر فتحات تحت التنك ومستمرا في النزول عبر مجرى محفور في الصخرة، يمتد إليه أنبوب تحت التراب مثبت في المجرى لوضع القطران في الحاويات. وأوضح أنهم يحرصون على جمع الحطب وتكسيره إلى قطع صغيرة ليسهل احتراقه، ملمحا إلى أن للقطران فوائد مادية من حيث بيعه على شكل سائل أسود خفيف، إذ يباع الجالون سعة 20 لترا ب150 ريالا، فضلا عن إنهم يستخدمونه في طلاء جلد الماشية لحمايتها من البرد والحشرات، لافتا إلى أن في الجزء السفلي من البرميل الذي يصنع فيه القطران، تترسب مادة ثقيلة تسمى القار، تستخدم في طلاء بعض الأواني من الصحفة والكاسات الخشبية.