تعتبر مادة القطران من المواد الصناعية التي تصنع بطريقة بدائية منذ أقدم العصور من أجل استخدامها في عدد من المجالات ومن أهمها استخدامها في الاستطباب، وعلى الرغم من تراجع استخدامه في الوقت الحاضر إلا أنه لا زال مستخدما حتى اليوم، ولا زال هناك من يقوم على صناعته وإنتاجه ليتم بيعه في الأسواق الشعبية ، ويتم إنتاج القطران عن طريق حرق نوع معين من الأشجار اليابسة وأجوده ما يتم استخراجه من شجر العتم ( الزيتون البري) كما يستخرج أيضا من شجر السمر ، وبالنسبة لأدوات استخراجه فتتكون من الحطب وحجر مجوف يسمى المقطر وله عدة أشكال في بعض المناطق. وإناء لجمع القطران فيه ، والقطران نوعان نوع خفيف يميل لونه إلى الأصفر وهو ما يستخدم لدهن الجسم ولوضعه في أواني الشرب، والثاني اسود ثقيل يستخدم لطلاء الحيوانات التي أصابها الجرب كما يعطيها حمايةً من البَرد ، والحشرات ، ودواءً لها من الجرَب ، كما يُستعمل في طلاء الآنية ، ويسمَّى " القار " و " الزفت " وهو موجود في العادة لدى العطارين في الأسواق الشعبية ، ونظرا للتطور الحديث في شتى مجالات الحياة فقد شمل استخراج القطران هذا التطور من حيث طريقة استخراجه عبر آلات حديثة كما أن هناك العديد من الأشجار التي يستخرج منها القطران غير شجر العتم والسمر، ولا يقتصر صناعته في المملكة أو بعض الدول العربية ولكن هناك ما يشابهه في بعض الدول الأوربية مثل السويد فهناك قطران "ستوكهلم " وهو سائل قاري، يستخرج من التقطير الإتلافي لشجر الصنوبر والأنواع المشابهة. ويستخدم لتخفيف السعال وللأمراض الجلدية ومستخلصة المائي، له تفاعل حمضي في مقابل التفاعل القلوي لقطران الفحم. ونظرا لما كان يمثله القطران في حياة الناس قديما فقد كان حاضرا في أشعارهم وفي تشبيهاتهم ومن ذلك ما قاله الشاعر عوض بن محمد البهيشي الذي عاش قبل الحكم السعودي في إحدى قصائده في لون العرضة في سكان جبل أثرب بتهامة يمتدحهم بأنهم على الخصم مثل النار الموقدة على القطران وتحمسه حتى يخرج القطران منه من شدتها حيث يقول في البدع:- يا الله يارافع سبع بليا عمود يا سلام على أخويه حليفً بربي يا لذي منعتي دونه ومنعه لنا الرد:- والله ما يحمس القطران غير وقود والمداراه ما تنفع مع أهل التعدي والبنادق حمى الديرة ومنعه لنا