يثير التذبذب في مستوى مهاجم نادي النصر محمد السهلاوي قلق وتساؤلات محبيه بعد أن أصبح رفيقا مستمرا لدكة البدلاء هذا الموسم، إذ بات تراجعه مستفزا للمدرج الأصفر وهو الذي ظل يعول عليه كثيرا في أن يعيد بعضا من هيبة الهجوم المفقودة منذ رحيل الأسطورة السعودية ماجد عبدالله، إلا أنه صدم كل محبيه وأخفق في تحقيق تطلعاتهم ولاسيما هذا الموسم الذي عجز فيه عن نيل رضى مدربيه بالقدر الذي يمكن أن يجعله خيارا أول في ظل إصابة أيوفي وتواضع أداء بديله خارستياس، الأمر الذي دفع بالكثير من المحللين لانتقاده ووصفه بالبارد فنيا، إذ أجمعوا على أن طريقة تعاطيه مع الهجمات المتاحة في وجود صناع لعب مميزين مثل الزيلعي وعطيف وباستياس والبطء في التفاعل معها ساهم في فقدان الفريق الكثير من النقاط. يقول الناقد الرياضي حسن عبدالقادر: السهلاوي لاعب موهوب ولديه ميزة قوية إذ يجيد التمركز في منطقة ال 18 والتفاعل مع الضربات الرأسية، غير أن ما يعيبه المبالغة في الفردية والاحتفاظ بالكرة، ومضى يقول: ألاحظ أن هناك من يربط مستواه بشكل فردي ولا ينظر إلى وضعه مع الفريق إجمالا، فالواقع يقول إنه طالما ارتفع مستوى الفريق ارتفع مستوى السهلاوي والعكس، وبرأيي أن اللاعب يتأثر بالمستوى وهو أمر طبيعي. ومضى يقول إن فترات التراجع مرتبطة بأداء الفريق ككل، ومن وجهة نظري أرى أن محاكمة السهلاوي في هذا الوقت ظالمة ويجب علينا محاكمة الفريق ككل. بينما يقول حارس الفريق الهلالي سابقاً تركي العواد: ما لاحظته على اللاعب محمد السهلاوي أن ثمة مشكلات لا تجعله في وضع جيد فهو غير متفاعل مع المباراة ومنغلق على نفسه مما يقلل من حظوظه مع الفريق، وأضاف قائلا: إذا ما تمت مقارنته باللاعب حسن الراهب ستجد الفرق فالأخير عندما أتى للفريق النصراوي برز بشكل كبير وبسرعة لأنه لاعب متفاعل ومتحرك أكثر من السهلاوي الذي يفتقد للقتالية، وهذه طبيعة اللاعب مع الأسف وطريقته التي لا تتفق ونمط الكرة الحديثة حيث ينجح فيها البعض، لأن المدربين يحبذون مثل ذلك، أما الآن فالكرة الحديثة أصبحت مختلفة فرأس الحربة له أدوار كبيرة ونلاحظ أن كثيرا من الفرق ألغت رأس الحربة التقليدي وبدأت تعتمد على تبادل المراكز لأن الكرة أصبحت أسرع فمن الظلم اختيار لاعب يحتاجونه بدقائق محدودة وهي من الأشياء التي قللت من أداء السهلاوي، الذي عليه أن يعي أن اللعب باللمسة الواحدة مع لاعبي الوسط هو الأبرز. ويؤيده المدرب الوطني بندر الجعيثن الذي قال لا يختلف أحد على أن محمد السهلاوي لاعب موهوب وهداف وهو يكاد يكون اللاعب الوحيد الذي دائماً ما يسعد عشاق النصر، لكن من وجهة نظري أن هنالك ثلاثة أسباب لهبوط مستواه، أولها كثرة الإصابات التي لحقت به وتكررت كثيراً، ثانيها مشكلة الفريق النصراوي المتواضع وضعف المحترفين الأجانب في الفريق الذي أدى إلى تواضع المستوى له هذا العام، وأضاف آخر تلك الأسباب هي الأدوار التي يؤديها محمد السهلاوي حيث إن المدرب كارينهو دائماً ما يضعه خلف المهاجمين مما يحد من خطورته، وهو لاعب مكانه داخل الصندوق، أي أنه كلما ابتعد عن خط ال18 قلت خطورته. مؤثر ومعذور بينما يقول لاعب نادي الاتحاد سابقاً مروان بصاص: السهلاوي من رؤوس الحربة المميزين في الدوري السعودي، وهو لاعب مؤثر في فريق النصر. أنا أعتقد أن كثرة الإصابات التي لحقت باللاعب هي سبب رئيس لهبوط مستواه، فمباريات الدوري والمسابقات كثيرة، وعندما يغيب اللاعب عدة مباريات بداعي الإصابة ثم يعود مجدداً يحتاج إلى وقت للعودة إلى فورمة الفريق وهذا ينطبق تماماً عليه. أما لاعب نادي الاتفاق سابقاً حمد الدبيخي فيقول: أي لاعب يتأثر بمستوى فريقه سواء إيجاباً أو سلباً، ومحمد السهلاوي موجود ضمن قائمة الهدافين في دوري زين وهذا بلا شك يعني أن له أثرا كبيرا للفريق النصراوي مقارنة بالمباريات التي لعبها مع الفريق. وأضاف مشكلة النصر ليس لديهم صانع لعب فيلعبون على أخطاء المنافس أو هجمات مرتدة أو كرات ثابتة، فإذا كان السهلاوي هدافا في هذا الفريق أنا أرى أن أثره موجود وبقوة، لا أرى انخفاضا في مستواه مقارنة بالإصابات وغياباته عن الفريق إذاً مستواه جيد من وجهة نظري، فالمقياس في ذلك عدد الأهداف، فبما أنه في قائمة الهدافين يدل على أن مستواه جيد. ويقول المدرب الوطني حمود السلوة: يظل من الأرقام الصعبة في منظومة الكرة السعودية على مستوى المهاجمين، وهو من أبرزهم؛ أما مسألة أنه أخفق في مباراة أو لم يظهر بمستوى في أخرى، فهذا لا يعني أنه غير مفيد، علينا أن نلتمس له عذرا فربما أنه يمر بظروف، أو لم يتأقلم مع المدرب وينسجم معه، وهو لاعب مثالي ومميز وهداف وخلوق ومن الواعدين الذين نعول عليهم في خدمة المنتخب السعودي مستقبلا. وأضاف: يبدو أن الإصابات التي لحقت بالكابتن السهلاوي أثرت كثيراً على مستواه، وهي غالباً ما تعوق اللاعب عن الاستمرار في تألقه وعندما يغيب عن أعين مدرب فريقه يخرج من حساباته مع الأسف أو يضعه احتياطيا أو خارج التشكيل طالما لديه لاعب جاهز وهذا ما أبعده عن الأعين. أما الناقد الرياضي مدني رحيمي فيقول: كانت بدايته جيدة، لكن أحرقته الأضواء وزادت الضغوط عليه، كما أن النصر جلب مهاجمين أربعة، وأصبحت لديه خيارات متعددة، وكان من المفترض أن يكون أداؤه أفضل بوجودهم لكن بقي على ذات الوتيرة، ومع ذلك فهو في رأيي ومن وجهة نظري هداف الفريق الأبرز حالياً، ولكن كان يجب عليه أن يكون أكثر حضورا وأن يصبح محترفاً حقيقياً بالابتعاد عن السهر والمحافظة على الأكل والنوم لأنه متى ما تجاهل ذلك فقد خانته، أما من ناحية الإصابات فهي بكل تأكيد تؤثر على أي لاعب لكن عودته بعد الإصابة بيده ومطلوبة والسهلاوي لديه الكثير ولكن إذا انتبه لنفسه وواكب الاحتراف النموذجي.