لا نريد أن يمر اجتماع أمناء المناطق والمحافظات اليوم في جدة برعاية وزير الشؤون البلدية والقروية دون بصمة حقيقية وأوراق عمل تلامس الهموم الحقيقية للإنسان المرتبط في حياته اليومية ومصالحه الدنيوية ارتباطا وثيقا بالعمل البلدي بعيدا عن الأطروحات النظرية واستعراض البرامج الهامشية. والمتطلع للخدمات البلدية المقدمة على مستوى المدن والقرى والهجر يلمس بونا شاسعا بين حجم المعتمد في الميزانيات السنوية من مشاريع والواقع على الأرض، خصوصا على مستوى ضعف البنى التحتية وتراجع العين الرقابية على الأسواق وضبابية التعاملات الحكومية وتقوقعها في نفق الروتين الحكومي الممل، خصوصا لتراخيص البناء وفتح المحال التجارية وغياب التخطيط عن القرى والهجر وسيطرة البيع العشوائي والباعة المتخلفين على أنفاس وشوارع المدن الكبرى وقس على ذلك. وفي ظل توجيه القيادة الحكيمة بنقل مسؤولية الأراضي والمنح من البلديات والأمانات إلى وزارة الإسكان، فإن الفرصة الذهبية قد حانت للملمة الأوراق المبعثرة وإعادة تشكيل اللوحة لعمل الأمانات والبلديات بما يتناسب مع حجم الضخ المالي اللامحدود لمشاريع التنمية لنسهل على الناس حياتهم اليومية ولنخرج العمل البلدي من شكوك السؤال إلى حقيقة مشاهدة على أرض الواقع. «عكاظ»