رغم إخلاء طالبات المدرسة الثانوية السادسة عشرة للبنات بحي الموظفين بأبها، التي تضم بين جنباتها أكثر من 350 طالبة ومعلمة، أكثر من مرة بسبب ماس كهربائي وحريق في منزل الحارس بذات المدرسة، إلى جانب الهبوط الحاد في أرضية المدرسة، إلا أن الطالبات عدن من جديد لمواصلة تعليمهن في ذلك المبنى المتهالك.. «عكاظ» التقت بأحد أولياء إحدى الطالبات، الذي فضل عدم ذكر اسمه، كما أنه يسكن بالقرب من المدرسة، حيث نقل لنا أوضاعها نقلا عن ابنته. يقول ولي أمر الطالبة، إن الحادثيتن اللتين وقعتا في المدرسة كشفتا بوضوح عن صعوبة عملية الإخلاء، وذلك نسبة لضيق مخرج الطوارئ في الدورين العلويين، إضافة إلى أن السلالم ليست آمنة وتتحرك من جراء كسر في قاعدتها السفلية، مما يشكل خطرا على الطالبات، إضافة إلى ضيق الفصول الدراسية لأكثر من 35 طالبة في كل فصل دراسي مع قلة عدد الفصول، مشيرا إلى أن غرف المعلمات لا تتسع لأعداد المعلمات التي تفوق 35 معلمة. ويقول ولي الأمر على لسان ابنته الطالبة في المدرسة «إن ما يزيد الأمر معاناة لدى الطالبات والمعلمات، أن المختبر الموجود لا يتسع لأكثر من 16 طالبة فقط، كما أن فيه مواد خطرة، كذلك لا توجد مواد تهوية سوى (هواية) متواضعة تم إنشاؤها مؤخرا لا تفي بالغرض، ولو حدث أي خطأ كيمائي أثناء الحصة العملية من جراء استخدام المواد الكيمائية لحدثت كارثة لا يحمد عقباها، إضافة إلى عدم وجود قاعة تدبير منزلي إلا من غرفة ذات مساحة صغيرة خصصت لأن تكون مطبخا وليست مجهزة بأن تكون قاعة للتدبير المنزلي للطالبات مثل المدارس الحكومية». وقال إنه يغلب على مبنى المدرسة (الهناجر) التي تحيط به من كل جانب، حتى أبواب الغرف المخصصة للحضانة والأطفال بذات المدرسة وضعت من الهنجر بدلا من الخشب، وكأنها عنابر توقيف وليست روضة وحضانة للأطفال. أما عن نوافذ المدرسة الخارجية، فالبعض منها مغطى بالهنجر والآخر تم تركه في وضع خطر يمكن أن يؤدي إلى سقوط الطالبات، كون نوافذه غير مغطاة بالشبك والبعض الآخر مغطى بالهنجر لحماية المباني السكنية المجاورة للمدرسة، كما أن المنافذ المفتوحة أصبحت تشكل خطرا كبيرا على الطالبات، خاصة أن هناك حالات مرضية لبعض الطالبات اللائي يعانين من ظروف نفسية ومرضية كالصرع، حيث تشكل هذه النوافذ خطرا على تلك الحالات. وأضافت الطالبة على لسان والدها إن دورات المياه تبرز منها أسياخ الحديد، كما أن منظر مداخلها مخيف وخطر يهدد حياة الطالبات، إلى جانب التسليك العشوائي للكهرباء، الذي يمكن أن يؤدي لحوادث ماس كهربائي كما حدث في المرات السابقة، آخرها كان احتراق منزل الحارس في ذات المدرسة بالكامل، حيث أتت النيران على محتويات شقته بالكامل. ورغم الشكاوى العديدة من إدارة المدرسة وأولياء أمور الطالبات ضد هذه المدرسة وخطورتها وعدم صلاحيتها كبيئة مدرسة مناسبة وزيارة عدد من مسؤولي تعليم عسير للمدرسة والوعود المتكررة بوضع الحلول ونقل المدرسة إلى أخرى حكومية، إلا أنها لا تزال مجرد عود مستمرة سنة تلو أخرى وينتظر الجميع أن ترى النور. ويشتكي أولياء أمور الطالبات من أن المدرسة تحاصرها المساكن من كل الاتجاهات، حيث تقع في حي سكني مكتظ بالسكان ومكشوفة من جميع الجوانب بطريقة لا يستطعن معها الطالبات والمعلمات فتح النوافذ وقت اليوم الدراسي أو الخروج إلى حوش المدرسة الضيق، كما أنها تجاور مدراس للبنين ما أدى إلى اكتظاظ في الحركة وتكدس للمركبات والطلاب والطالبات وقت الخروج، حيث تكون هناك ربكة مرورية كبيرة أمام تلك المدارس. توفر البديل أوضح الناطق الرسمي لإدارة التربية والتعليم بعسير محمد مانع آل يحيى، أن إدارته بصدد توفير وشراء عدد من الأراضي وذلك لبناء المزيد من المدارس الحكومية ومن ضمنها مدرسة ثانوية للبنات بحي الموظفين، مشيرا إلى أن هناك متابعة لجميع ما يرد إلى تعليم عسير من شكاوى لتوفير البديل للمدارس المستأجرة والانتقال إلى الحكومية أو دمجها مع مدراس أخرى متى تم توفر البديل.