لاتستطيع المدارس الحكومية المستأجرة تطبيق توجيهات وزارة التربية والتعليم لمواجهة مرض أنفلونزا الخنازير لعدم ملاءمة المباني، و قد اضطر بعض مديري هذه المدارس إلى تخصيص غرفة المرشد الطلابي أو غرفة الحارس أو غيرها كغرفة عزل صحي للطلاب الذين قد تظهر عليهم علامات المرض، إلى جانب الضعف الشديد في مستوى وقدرات وكوادر وتقنيات الوحدات الصحية في هذه المدارس، إلى جانب افتقاد معضم فصولها للتهوية، وانقطاع الطلاب عن أشعة الشمس لفترات طويلة، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه لمطالبة الكثير من أولياء أمور الطلاب بإعادة النظر في استئجار المدارس... كما اشتكى عدد منهم من معاناة الطلاب والعاملين في هذه المدارس من الازدحام في الفصول الدراسية بشكل يفوق طاقتها الاستيعابية، مما يهدد بانتشار المرض في حالة إصابة أي طالب به –لا سمح الله- مؤكدين أن أبناءهم يضطرون إلى ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة للاحتماء من شدة البرد الناجم عن عدم وجود أجهزة تدفئة، مشيرين إلى تكرار ما يتعرضون له من وعكات صحية نتيجة تعرضهم للبرد أو انتقال العدوى، وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية الحالية وما يشاع حول أنفلونزا الخنازير، تقضي الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة مشاكل هذه المدارس تماشياً مع إستراتيجية مواجهة المرض والحيلولة دون انتشاره بين طلاب المدارس. وقال عالي الغامدي: بذلت الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم قصارى جهدها من أجل تأمين مبان مدرسية حديثة وفق أفضل التصاميم ذات الطابع المميز الملائم للصروح التعليمية، غير أن هناك عدداً كبيراً من الطلاب لم ينعموا بذلك، فلا تزال المباني المستأجرة منتشرة، والتي تنغص على الطلاب وعلى العاملين بتلك المدارس فرصة التمتع بالتعليم، وبالتالي فإن نتائج الجهود التعليمية فيها تأتي أقل من المتوقع، لاسيما في الوقت الحاضر الذي تسعى خلاله المؤسسات التعليمية والصحية إلى مواجهة خطر انتشار عدوى أنفلونزا الخنازير، مضيفا: كلنا يعلم أن البرد من أهم أسباب الإصابة بالأنفلونزا، وأغلب هذه المدارس تفتقد التكييف، كما أن نوافذ هذه المباني غير واسعة لدخول الهواء الطلق وأشعة الشمس، كما تنتشر الحشرات الناقلة للعدوى بها، مشيرا إلى أن المدارس لا تقتصر مسؤوليتها على الجوانب التعليمية والتربوية فحسب، بل وتشمل قبل ذلك كله تنمية المهارات السلوكية الصحية والاجتماعية والثقافية، ومن بينها تعزيز الوعي الصحي لدى الطلاب وكيفية تحصين النفس من الأمراض من خلال التعامل السليم مع المناخ والبيئة وكل ما حولهم. وأكد فهد الحصيني أن الطلاب والعاملين في المدارس المستأجرة يعانون أشد العناء من هذه المباني في ظل ضيق الفصول والممرات والسلالم، إلى جانب انقطاعهم عن أشعة الشمس في ساعات الصباح الأولى، خاصة وأن لنور الشمس دوره في تقوية جهاز المناعة لدى الإنسان. وأضاف: نعلم أن وزارة التربية لديها اهتمام كبير بالتوسع في إنشاء المباني الحكومية المجهزة بأحدث الوسائل والتقنيات الحديثة، ولكن في ظل الدعم الكبير الذي تلقاه الوزارة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين نستغرب أنه لا يزال هناك مبان مستأجرة أسست لتكون منازل سكنية تحولت إلى فصول دراسية ليدرس الطلاب في المطابخ والممرات ودورات المياه. وشدد الدكتور أسامة الشوبكي على أهمية مراعاة الاشتراطات الصحية في المدارس، مستشهدا في هذا الخصوص بتجارب الدول المتقدمة، حيث قال: مثلا التجربة الأمريكية في هذا المجال تعطي أولوية لتوافر الاشتراطات الصحية، وأهمية وضع الطالب في جو تعليمي صحي وبيئة نقية، مشيرا إلى أن ذلك كله يساعد على ارتفاع التحصيل العلمي، خاصة وأن كل مدرسة بها مختبرات تحتوي على مواد كيميائية وغيرها، مشددا أن الوضع الراهن في بعض المدارس ينذر بانتشار العدوى.