غطت أسطح المنازل وانتشرت فوق رؤوس العباد وأصبحت مدينة عرعر تعج بأبراج تقوية شبكات الجوال بعد أن أغرت المبالغ الكبيرة التي تقدمها شركات الاتصالات الأهالي فسمحوا لها بتركيبها أعلى مبانيهم دون معرفة الأضرار الصحية التي تخلفها تلك الأبراج على المديين القريب والبعيد. عدد من المواطنين ساكني المباني التي تعتليها الأبراج، أو القريبة منها عبروا ل«عكاظ» عن مخاوفهم، حيث أبدى المواطن محمد العنزي قلقه الشديد من وجود هذه الأبراج التي ترسل ذبذبات لها أضرار صحية خطيرة على صحتنا وأطفالنا على المدى البعيد، لافتا إلى أنها تتسبب في انتشار الأمراض السرطانية. يرى المواطن أحمد الرويلي ضرورة إخضاع الذبذبات التي ترسلها هذه الأبراج للدراسات للكشف عن خطورتها من عدمه، ما يجعل التكهنات بوجود أضرار منها قائمة، خاصة ما تتناقله وكالات الأنباء بين الحين والآخر عن تعرض المخ والأذن للضرر من استخدام الجوال العادي، فكيف يكون الحال مع أخطار هذه الأبراج والإشعاعات والذبذبات التي ترسلها. أما المواطن عبدالله العنزي فقرأ في أحد التقارير الصحفية أن بريطانيا والدول المتقدمة تمنع وضع هذه الأبراج على أسطح المباني أو بجوارها ويفرضون وضعها في أماكن بعيدة عن المساكن والأهالي، وفي حالة الضرورة القصوى يمنحون الأهالي أجهزة كرد الأشعة الصادرة منها، مبديا دهشته من تناول البعض أقاويل مغلوطة بأن هذه الأبراج لا تسبب أضرارا ولا مخاطر على الصحة العامة، مناشدا الجهات ذات العلاقة كمراكز البحث ووزارة الصحة بإجراء دراسات تؤكد أنها غير ضارة وتبث الطمأنينة في نفوس المواطنين. مضيفا أن دراسات أثبتت أن الأشخاص الساكنين قرب المحطات القاعدية للجوالات يشتكون من مشكلات في الجهاز الدوري، كما قام العلماء في استراليا بدراسة على متطوعين عرضوهم لأشعة مماثلة لمن يبعد 80م من برج جوال وقد أحس الذين تعرضوا لهذه التجربة بتغيرات كهربائية في الدماغ وأزيز في رؤوسهم، وزيادة في ضربات القلب، مع عدم الإحساس بالرأس، بالإضافة إلى مشكلات تنفسية، عصبية، تهيج، صداع ورعشة. من ناحية أخرى بدأ الأطباء في بلدان العالم المختلفة بمطالبة حكوماتهم بإصدار أنظمة جديدة تقلل من كمية الأشعة المسموح بانبعاثها من أبراج الجوالات. ففي ألمانيا طلب الأطباء 2002، 2004، 2005 السلطات بتقليل الإشعاعات الصادرة من أبراج الجوالات والمسببة لغالبية الأعراض التي ذكرت سابقاً. فيما أعلن أطباء إيرلندا أن هنالك طائفة من الناس لديهم حساسية لمختلف أنواع الإشعاعات الكهرومغناطيسية، وأوصوا بزيادة الدعم لعمل أبحاث للبحث عن سبل لعلاج هذه الفئة الفائقة الحساسية من الإشعاعات. بالإضافة إلى طلب تقليل المستوى المسموح به من إشعاعات الميكرويف المسموح بها دوليا، حيث إن المستوى المسموح به الآن معتمد على الآثار الحرارية المترتبة عليه بينما يوجد حاليا من الدلائل والإثباتات العلمية ما يدل على أن هناك آثارا أخرى لهذه الإشعاعات عدا الآثار الحرارية. ويقول سعيد محمود «خبير بيولوجي» إن دراسات علمية كثيرة قام بها مختصون في الاتصالات صنفت الأعراض التي تصيب المتعرضين لأشعة أبراج الجوال على حسب المسافة من البرج وكانت أعراض الإحساس بالتعب موجودة في من يسكنون على بعد 300م من برج الجوال. أما إعراض الصداع وعدم الراحة واضطرابات النوم فكانت الغالبة على الذين يسكنون على بعد 200م من برج الجوال، وبالنسبة للأشخاص الذين يسكنون على بعد 100م فكانت لديهم أعراض حدة الطبع والاكتئاب والهبوط في النشاط وفقدان الشهية والاضطراب في النوم والاكتئاب وعدم الإحساس بالراحة. فيما أكد أحد المواطنين في مدينة عرعر -فضل عدم ذكر اسمه- ان ابنته أصيبت بسرطان في الجسم نتج عن قوة الإشعاعات من برج الجوال الذي يرتكز بجوار منزلهم تماما، مناشدا الجهات المسؤولة بعدم زرع أبراج الجوال بين السكان وسرعة إزالتها ووضعها بعيدا عن الأهالي والأطفال خوفا من أن يلقوا مصير ابنته. تغيرات دماغية أثبتت بعض الدراسات أن الساكنين قرب أبراج الجوال يشكون من مشكلات في الجهاز الدوري، كما أكد علماء استراليون أن المعرضين لأشعة مماثلة لمن يبعد 80م عن برج جوال شعروا بتغيرات كهربائية في الدماغ وأزيز في رؤوسهم، وزيادة في ضربات القلب، مع عدم الإحساس بالرأس، بالإضافة إلى مشكلات تنفسية، عصبية، تهيج، صداع ورعشة.