حذر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة المقاولين العاملين في مشاريع العاصمة المقدسة لإعمار مكة من التأخر في تنفيذ المشاريع والتسبب في تعثرها ، موجها بتقديم تقرير شهري عن خط سير المشاريع وأسباب التأخر إن وجدت. وشدد أمير منطقة مكةالمكرمة على ضرورة أن تسير وتيرة العمل في المشاريع وفق الخطة الزمنية المقررة لها ، قائلا «قالها خادم الحرمين الشريفين للمسؤولين» لا عذر لكم «واليوم أقولها للجهات التي تعمل في مشاريع مكة» لا عذر لكم، مؤكدا أن من يتسبب في تعطيل العمل وتعثر المشاريع سيتم سحب العقد منه.، مضيفا خلال زيارته التفقدية ل 16 موقعا في العاصمة المقدسة «توجد بعض الشركات تتأخر وتعودت على طيبة القلب والسماح لهم وطلب التمديد وطلب العذر، وقد حان وقت الجد ويجب أن يتحمل الجميع مسؤوليته ولا عذر اليوم لأحد». وطالب الأمير خالد الفيصل من الشركات العاملة في المشاريع بأن يتم العمل بشكل متواصل، محذرا في الوقت نفسه من خروج المعدات لساحة العمل وقت زيارة سموه التفقدية للمواقع فقط. كما وجه أمير منطقة مكةالمكرمة بوجوب تنفيذ المشاريع وفق التصور والمخطط الذي يتم عرضه مسبقا، مطالبا الجهات المشاركة في التنفيذ بأهمية الالتزام بالمخططات التصويرية وأن يكون الواقع بعد التنفيذ مطابقا للعروض الاستباقية، وقال مخاطبا مسؤولي الشركات «سأحاسبكم على الصور والمجسمات التي تعرض في حال لم تكن مطابقة للواقع». وأثناء حديثه للجهات العاملة والإشرافية على تنفيذ المشاريع شدد سمو أمير منطقة مكةالمكرمة على ضرورة إشراك الأيدي العاملة السعودية في الأعمال الجارية حاليا، مؤكدا على أهمية أن يكون للشباب السعودي دوره في المشاريع القائمه الآن وأن يتم تدريبهم وتوفير فرص وظيفية لهم. وقال الأمير خالد الفيصل «يجب أن نتقدم بالشكر والتقدير لأصحاب الفضل بعد الله وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي وعد فأوفى والذي قال للمسؤولين في المملكة، لم يعد لكم عذر، وهذا صحيح ونحن نرى هذه المبالغ الكبيرة تعتمد في ميزانية المملكة كل عام، والخطط الخمسية لبناء الإنسان وتنمية المكان في المملكة ونسأل الله أن نكون قد وفقنا في هذه المنطقة لتنفيذ أوامر خادم الحرمين الشريفين ومتابعة توجيهات سيدي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز». وأضاف سموه «حظيت منطقة مكةالمكرمة بصفة عامة بمشاريع كبيرة ولكن ما تحظى به العاصمة المقدسة من مشاريع لو نفذت هذه المشاريع في دولة صغيرة لكفتها، وكيف بها في مدينة واحدة، ونحمد الله أننا رأينا هذه المشاريع وقد أخذت طريقها نحو التنفيذ بكل جد وعزيمة ونحن إذ نسابق الزمن نرجو من الله أن تنتهي هذه المشاريع بنفس المواصفات والفكرة والشكل والبنية التحتية التي وضعت لها عند بدايتها وأن لا تختلف في نهايتها عن بدايتها». وتابع أمير منطقة مكةالمكرمة «نود أن يكون لهذه المدينة المقدسة صفة مميزة وهي الاحتفاظ بروحانية هذا المكان، فمكة ليست كباقي المدن لها تاريخ ديني وإنسانى وإسلامي وإنساني وهدفنا أن نحتفظ بهذه الشخصية الإسلامية العظيمة التي احتلتها مكةالمكرمة عبر التاريخ وأن يكون لهذه الشخصية ميزة عن باقي مدن العالم». واستطرد سموه قائلا «نريد أن يشعر كل زائر وكل حاج وكل معتمر وكل مواطن ومقيم، عندما يدخل مكة أنه في مكةالمكرمة وليس في مدينة أخرى، نريد أن نشعر بهذه الروحانية التي تتمثل بها هذه المدينة والخشوع لله سبحانه وتعالى وبالاعتزاز له كمسلم وكإنسان يرى في هذه المدينة كل القيم والمبادئ التى يتمتع بها أي إنسان مسلم». وعن المشاريع قال سموه: مشاريع اليوم مشاريع تسر، وتسير بشكل جميل وتوجد بعض العوائق لاشك، كما أن هناك بعض التأخير فى بعض المشاريع ولكن بصفة عامة تسير سيراً حسناً وهي في طريقها إن شاء الله بأن تنتهي خلال العامين أو الثلاثة الأعوام القادمة وإذا انتهت هذه المشاريع سوف تظهر مكة في ثوبها الجديد الذي يتمناه كل إنسان مسلم لهذه المدينة العظيمة. وفيما يخص أبرز المشاريع أوضح سموه: توجد مشاريع طرق دائرية تنشأ، وبنية تحتية، وطرق إشعاعية من خارج مكة إلى الداخل ومشروع النقل العام في مكةالمكرمة، إضافة لمشروع الأحياء العشوائية، ومشاريع توسعة الحرم، توسعة المطاف، تصريف السيول والإسكان الميسر، كلها مشاريع عظيمة وهناك إصرار من المسؤولين على أن تكون مكةالمكرمة من المدن الذكية التي تعتمد في كل مشاريعها من البنية التحتية إلى الأشكال الجمالية على التقنية بما فيها الحرم المكي. وأضاف «نحن مقبلون على عصر ستكون فيه التقنية هي الأساس فى التعامل الإنساني، تعامل الإنسان مع الإنسان وتعامل الإنسان مع المكان، حتى في وسائل النقل والسكن والقطارات والحافلات وكل شيء، نريد أن نلحق بالزمن نحن الآن لدينا فرصة، كل هذه المشاريع تنفذ في وقت واحد وهي فرصة لا تُتاح في كثير من المدن، عندما تكون البنية التحتية والطرق والنقل والشوارع الرئيسية والمياه والصرف الصحي والكهرباء، كلها في وقت واحد، أعتقد أن الأسلوب الذى وضعناه الآن عن طريق هيئة تطوير مكةالمكرمة واللجنة الوزارية للأحياء العشوائية لإشراك جميع المؤسسات الحكومية التي لها علاقة بتنفيذ هذه المشاريع في فريق عمل واحد وبإشراف فريق عمل واحد». تصحيح وضع البرماويين: وحول وجود خطة لتصحيح أوضاع مخالفي أنظمة الإقامة ضمن استراتيجية المنطقة (بناء الإنسان وتنمية المكان) قال «تصحيح أوضاع المقيمين فى هذه الأحياء العشوائية ما يختص بنا نحن فى هيئة تطوير مكةالمكرمة هو تصحيح وضع البرماويين، وتم تنفيذها أما بالنسبة للفئات الأخرى والتي لها ظروف أخرى غير ظروف البرماويين فإنه بحسب علمي الآن بدأت الجهات المختصة فعلا في دراسة تصحيح أوضاع الآخرين بطرق مختلفة وخلال السنتين القادمتين أتوقع ألا نناقش تصحيح أوضاع المقيمين في مكةالمكرمة». وحول ما يطرح من بعض الانتقادات المتعلقة بالمشاريع وأنها هدم لهوية مكةالمكرمة قال «نحن أولى الناس بالمحافظة على تاريخ وتراث مكةالمكرمة، والدولة السعودية أصلحت في مدينة مكةالمكرمة وخصوصاً فيما يخص الحرم المكي الشريف، وأيضا التوسعات السعودية في الحرم، والخدمات التي تقدم والطريقة والأسلوب الراقي جداً، كل الذين يأتون من خارج هذه البلاد سنوياً للحج والعمرة يشهدون بذلك ويدعون لخادم الحرمين الشريفين وقيادات المملكة كلها السابقة والحاضرة بالتوفيق وبالشكر والتقدير على ذلك». وخلال جولته التفقدية سلم سموه مفاتيح شقق للمستفيدين من برامج الإسكان الميسر، ودشن البناية الأولى في مشروع واحة مكة، ثم تفقد المشاريع التي يجري العمل فيها والتي تنبثق جميعها من منظومة التطوير الكبرى لمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإعمار مكة، واطلع على نسبة التقدم والإنجاز في 16 موقعاً تعتبر المشاريع المفصلية بين الأعمال التي تجري في الوقت الراهن بالعاصمة المقدسة وتشرف عليها وتنفذها هيئة تطوير مكةالمكرمة والعاصمة المقدسة. وتفقد سموه موقع مشروع مسجد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، واطلع ميدانياً على ما وصلت إليه مراحل التخطيط والتصميم وأعمال إزالة العقارات لصالح المشروع، ورصد وتيرة العمل في ساحات الحرم المكي الشمالية وشعب عامر حيث وقف ميدانياً على العمل الجاري هناك. ثم توجه أمير منطقة مكةالمكرمة إلى طريق الملك عبدالعزيز، الطريق الموازي وتفقد ما تم في المشروع إضافة لتقاطع الدائري الأول مع مشروع جبل عمر، كما وقف سموه عن كثب على المشاريع التنموية التي تشهدها العاصمة المقدسة واطلع على معرض شركة البوابة المملوكة لأمانة العاصمة المقدسة والمتخصصة في تنفيذ مشاريع تنموية تتسق مع استراتيجية المنطقة الرامية لتحفيز وتسريع التنمية ويرتكز دورها في القطاع الغربي للعاصمة المقدسة، وتفقد سير العمل في طريق مكة - جدة القديم، تقاطع الطريق القديم مع الدائري الثالث، المحور الشمالي بالإضافة لتقاطع التنعيم مع الدائري الثالث. ثم ختم الأمير خالد الفيصل جولته بزيارة لمقر محطة قطار الحرمين بالرصيفة، واطلع على سير العمل في تقاطع الليث مع الطريق الدائري الرابع.