حول العديد من التجار في مكةالمكرمة نشاطهم إلى محلات للعطارة، عارضين ما طاب لهم من أعشاب لا تخضع لأي رقابة، وفارضين وهم العلاج على الكثير من الزبائن الذين يعتقدون أن تلك المحلات تحظى بالمصداقية. وراجت مؤخرا المراكز المروجة للأعشاب في الكثير من الشوارع بمكةالمكرمة وعلى غير العادة حين كانت محلات العطارة تعد على أصابع اليد وفي أماكن معينة، فيما روج البعض بأن ما لديهم من أعشاب علاج ناجع للعديد من الامراض المستعصية والمتأزمة ومعالجة لتساقط الشعر والصلع والامراض الجلدية وغيرها الكثير مما عجز عنه الطب الحديث، الأمر الذي وجد اقبالا مقطوع النظير من قبل الناس، حيث روجت لهم على أنها تعالج تلك الأمراض. والغريب في الأمر أنه يصعب على الشخص تمييز هذه المراكز ما إذا كانت سوبر ماركت أو صيدليات أو محلات عطارة، وقد تجد كل شيء لديهم موهمين الناس عبر ما يحلمون به من معالجة الأمراض أو الاهتمام بالشعر أو بالجمال، ولأنها متخصصة في الأعشاب أصبح يعمل بها أشخاص لا هم لهم سوى جني الأرباح على حساب ما يطلبة الزائر ولا يحملون تخصصات في علم الأعشاب الدوائية. «عكاظ» تجولت في عدد من محلات العطارة بمكةالمكرمة ورصدت العديد من الاعشاب والخلطات مجهولة المصدر يروج لها العطارون بأنها تعالج الأمراض المستعصية والعناية بالشعر وعلاجه كذلك الجلد والعناية بنظارته وكل هذا لا يوجد تأكيد طبي صريح عليه ويبعد كل البعد عن معايير السلامة. ويؤكد المستهلكون للعطارة في مكةالمكرمة بأنها اصبحت تتاجر بجميع الاعشاب والزيوت والخلطات مشيرين إلى أنها أصبحت بمكانة الصيدليات العشبية أو سوبر ماركت، وفي الغالب من يعمل بها غير مختصين في هذا المجال. ويتساءل البعض منهم وباستغراب شديد: هل توجد متابعة دقيقة لمثل هذه المحلات لوضع آلية من أجل تحديد نشاطاتها وتحديد ما يتم بيعه من سلع عشبية قد تكون خطرا على حياة الانسان، بدلا من تعمد البيع دون انتباه أو حرص على ما إذا كان نافعا أو ضارا، وقد تجني أرباحا كبيرة من وراء تلك التجارة، فهنالك خلطات وزيوت وأعشاب تباع بأسعار خيالية، مؤكدين أن سعرها الحقيقي لا يتجاوز ربع قيمتها المعروضة للبيع. ويضيف عدد من المستهلكين أن العطارين يبيعون العديد من الخلطات التي تحتوي على أعشاب مختلفة وزيوت، وتعتبر مجهولة المصدر ويتم تحضيرها في معامل لا تحمل تراخيص لمزاولة المهنة. وأوضح بعض من أصحاب مهنة العطارة أن هناك أسرا تجارية عريقة ومتخصصة في هذه المهنة منذ عدة عقود ولها اسمها التجاري وهي تناضل من أجل الحفاظ على سمعتها، مضيفين «في الآونة الأخيرة اختلط الحابل بالنابل ودخلت أسماء جديدة أدخلت ما هو ممنوع في عالم العطارة وأصبح يشوه تلك السمعة التي بنيناها منذ عقود». وطالب بعض قدامى العطارين بوضع ضوابط ومعايير للعاملين في هذه المهنة حيث دخل فيها الغش التجاري والغش الذهني وأصبحوا يستعطفون من هم بحاجة للعلاج، في حين تقوم الجهات المعنية جاهدة بمتابعة تلك المحال ووضعت ضوابط جديدة، وتقوم بعمليات مراقبة من أجل الحيلولة دون انتشار هذه الظاهرة. الجولات مستمرة أكد مصدر مسؤول بأمانة العاصمة المقدسة أن الأمانة نفذت عددا من الجولات للكشف عن المخالفين في هذه المهنة بمحلات العطارة، وتمت مصادرة وضبط الأعشاب والخلطات المزيفة، حيث تمت مصادرة 3110 عبوات من معاجين عشبية و1300 لتر زيوتا مخلوطة، كما صودرت 2120 عبوة من كريمات طبية لا تباع إلا في الصيدليات، و1180 عبوة كريمات طبية محظورة.