تتميز معظم مداخل أحياء حائل بشوارع واسعة تبهر الأنظار، توحي بلوحة جمالية فائقة الإبهار، ولكن للأسف الواقع ليس كذلك والحقيقة المرة أن كل ذلك ليس سوى خدعة بصرية لإخفاء التشوهات التي تعانيها من الداخل فالزائر لأحياء الصفا والفيصلية والشفا وحراء واليرموك، لن يصدق ما يراه وهو يسير في شوارعها الداخلية، حيث جبال مخلفات البناء التي تطوقها على امتداد معظم شوارعها والطرق الفرعية داخلها وبارتفاع يصل في بعض المواقع إلى أكثر من مترين ونصف من الاخشاب والحجارة والحديد وكل ما يخطر على البال من مخلفات، ناهيك عن ما استشرى في شوارعها من حفر وانكسارات لمواسير المياه، كما هو الحال في جميع شوارع وأرصفة المدينة دون استثناء. يقول عبدالله الشهيل أحد ساكني تلك الأحياء، أن هذه الجبال من النفايات ليست في مكان واحد أو مساحة محدودة، وإنما تمتد على طول الأحياء الحديثة والراقية في حائل وهي ليست وقفا على مكان واحد لأن أصحاب القلابات التي تنقل هذه المخلفات لا تتردد في تفريغها في أقرب أرض فضاء، مشيرا إلى أنه وبالرغم من أن ذلك الفعل سلبي وغير حضاري من بعض الناس، إلا أن هذه السلبية ما كان لها أن تصبح بهذه الكيفية التي تفسد جمال الكثير من أحياء حائل، لو كانت هناك مراقبة ومتابعة ومحاسبة من قبل مراقبي الأمانة. ويشير خالد الفهيد احد سكان حي الفيصلية جنوب حائل، إلى أن ذلك الحال لا يمكن أن ينصلح إذا لم يتم إعادة تخطيطها، ذلك لأن كثيراً من مداخلها لا يعكس الصورة الحقيقية لما هو بداخلها، كما أن الوضع الحالي الذي تعيشه تلك الأحياء يعني بالضرورة أنها ما زالت منسية من قبل الأمانة، مع أنه في الإمكان متابعة تلك المخالفات ووقفها في الحال، إلا أنه في ظل استمرار وضعها الحالي فإن أمراضا وأوبئة كثيرة ستطال أهالي المنطقة إلى جانب توالد الحشرات والبعوض والذي سيجد بيئة صالحة للتوالد والتكاثر، مشيرا إلى أن الأمر لا يتطلب من الأمانة سوى الاهتمام بالصيانة والمتابعة المستمرة لأوضاع الأحياء حتى تتم المعالجة في وقتها، بدلاً من أن تترك الأمور على ما هي عليه، حتى أصبحت حائلا تعاني من كل تلك الأوضاع المزرية على حد قوله . ويؤكد طلال العقلاء، أن العديد من شركات الحفر في حائل عندما تعيد سفلتة الطريق بعد حفره فإنها تنفذ عملها بطرق بعيدة عن العلم وعن أبسط الشروط الفنية، مبينا أنه تابع ذلك على أرض الواقع فوجد أن معظم تلك الشركات ليس لها هدف غير ردم تلك الحفريات، وأضاف لا تمر أيام حتى نجد تلك الحفر قد حولت الكثير من شوارعنا إلى أخاديد عميقة تشوه تلك الشوارع وتلحق الضرر بالناس، حيث تجد الأمانة نفسها مضطرة للبحث عن اعتمادات مالية جديدة لصيانة تلك الشوارع وإعادة سفلتتها لتعود تلك الشركات لإفسادها مرة أخرى، وهكذ دواليك نظل في تلك الدائرة لتبقى المشكلة قائمة. بلدية الجنوب أكد مصدر في أمانة منطقة حائل، أن الأمانة تفرض على كل صاحب منزل جديد سواء في طور البناء أو تحت التنفيذ، بإزاله مخلفات بنائه والذي بدوره المواطن يفرضها على المقاول الذي يتعامل معه وهذا نظام متعارف عليه، وأضاف في القريب العاجل مع تدشين بلدية جنوب حائل ستكون الرقابة على كل تلك الأحياء بشكل أدق .