دأبت إسرائيل على وضع العراقيل أمام السلام العادل والشامل في المنطقة وإفشال أي جهود للتسوية السلمية في الشرق الأوسط. ولم يفلح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في إقناع نتنياهو خلال لقاءاته التي أجراها مؤخرا في تل أبيب لاستئناف مفاوضات السلام المجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث أصرت تل أبيب على عودتها من باب قضيتي الحدود والأمن، باعتبارهما القضيتين الرئيسيتين في أولوياتها، ودائما ما تتحجج إسرائيل بأمنها المهدد في أية مفاوضات وفق نظرية الأمن الإسرائيلية القائلة إن أمن إسرائيل أين يضع الجندي الإسرائيلي قدمه، ضاربة عرض الحائط بالحقوق الفلسطينية المشروعة وأمن الشعب الذي يعيش تحت الاحتلال الهمجي الإسرائيلي والذي يرغب في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. فإسرائيل لم تقدم خلال العقود الماضية أي مؤشر لرغبتها في السلام بل إنها تخشى السلام أكثر من الحرب وبذلت كل الجهود من أجل عرقلة بل ووأد أي مبادرة للسلام في المنطقة عبر المماطلات والمزيد من المشاريع الاستيطانية ومصادرة الأرض والاعتداء على الشعب الفلسطيني وتدمير بنيته التحتية. وعلى إسرائيل أن تفهم أنه لا يمكن أن تنعم بالأمن بدون إيجاد سلام عادل وشامل في المنطقة إلا بتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة، وأن تلكؤها ومماطلتها في استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ورفضها للمبادرات السلمية لإحلال السلام لن تقود إلا لمزيد من العنف والتوتر في المنطقة وسينعكس هذا التوتر على أمن إسرائيل واستقرارها.