تمر الأيام وتتغير معها معطيات الحياة والاستعداد للمناسبة، وفي حقبة زمنية خلت كانت الأسرة تزف المولود الجديد من غرفة إلى أخرى داخل المنزل الواحد حيث كانت «الداية» تأتي لتساعد كل أم على أن تتجاوز حالة المخاض التي تحصل لها ثم يلف ذلك المولود في قطعة من قماش وينتقل في أحضان أمه من غرفة إلى أخرى تستقبل فيها المهنئين. ولم يكن نصيب المولود وافرا بالدلال إذ لم يكن أمام ذلك الطفل سوى هندول مصنوع من جلد الأنعام يربط بحبلين ويعلق بسقف المنزل وكلما بكى وضعوه فيه وهزوه. وبحسب خالد العولقي، فإن سبل «تدليع» الضيف الجديد تنوعت وأصبحت مختلفة، فما أن يخرج برفقة ذويه من المستشفى عائدا في طريقه إلى المنزل إلا وتبدأ الاستعدادات على قدم وساق. وأوضح سلطان حسان بأن الأسر أصبحت تتفنن في تهيئة جو ملائم يليق بالمواليد، فيكون الاستقبال شمعة أولى وبالونات إضافة إلى بعض الإكسسوارات التي صنعت خصيصا للأطفال. وأشار خالد الزهراني إلى أن أعضاء الأسرة بين أب وأم وأشقاء أصبحوا يتنافسون في الاستعداد بكل ما هو جديد، فيشتري أحدهم هندولا فاخرا ويؤمن آخر أطقم ملابس تليق بالزائر الجديد، فيما يحرص آخرون على تزيين الغرفة بإضاءات خافتة وألعاب على الجدران وملصقات ترمز إلى الطفولة بكل معانيها. مضيفا: «حين يكبر ذلك الطفل مع الأيام تكبر الهدايا معه ويجد نفسه في غرفة مهيأة لطفل يعمل الجميع جاهدين على توفير كل سبل الدلال لأجله». يذكر أن دراسة أعدها خبراء طب الأطفال أكدت على أهمية توفير جو نفسي ملائم للطفل داخل غرفته كون ذلك الأمر يمنحه استقرارا نفسيا ويحقق له نموا فكريا بعيدا عن المزاجية. ويعتبر خبراء طب الأطفال أن تزيين الغرف له أثر إيجابي شريطة أن تكون تلك الغرفة عالمه الأجمل ومحيطه المفضل وذلك بتزيينها بالملصقات الكرتونية والأسرة التي تناسب مستوى تفكيرهم وتكون قريبة إلى قلوبهم. من جهتهن، تحتفل الأمهات بيوم الولادة السعيد بتزيين غرف تنويمهن في المستشفيات حتى أصبحت عادة اجتماعية شائعة بين الوالدات اللاتي عقدن العزم على إظهار مظاهر الفرحة والاحتفاء بالمولود الجدي، وإدخال البهجة على قلوب أخوته وأفراد أسرته إلى جانب الهدايا والحلويات. والاستعداد لهذه المناسبة منذ أشهر الحمل بين شراء الهدايا واحتياجات المولود بالإضافة إلى توكيل إحدى مؤسسات تنسيق المناسبات للقيام بتجهيز الغرف أو الأجنحة المخصصة لاستقبال المهنئين من الأهل والأصدقاء وسط جو بهيج تحتفظ العائلة بذكراه. ويشمل تجهيز غرف الولادة والاستقبال كل محتويات وجوانب الحجرة من السقف حتى أواني وأكواب القهوة والشاي وصواني التقديم، وتجمل الستائر والأسرة وعربات المواليد وأبواب الغرف بالبالونات ذات اللون الزهري للفتيات واللون الأزرق رمزا للمولود «الذكر» للزائرين حين قدومهم كنوع من الاحتفاء بهم ومن باب المجاملة العائلية. وتزين أسرة الوالدات بأفخم أنواع الأقمشة المزينة بالكرستال والإكسسوارات الناعمة لتنعم الأم بالسعادة والراحة النفسية بعد الولادة ولتحتفظ بذكريات جميلة ليوم الولادة. وتنافست شركات وجهات التنسيق الفردية في تلبية طلبات الزبونات المتزايدة، وقدمت العروض المتنوعة لإرضاء رغباتهن في التميز والإبداع، بكافة الأسعار والتوصيل المجاني إلى جميع مناطق المملكة، مع توفير من يقوم بمهمة التركيب وتنسيق الغرف من المختصين والفنيين من جنسيات مختلفة، وارتفعت أسعار خدمات البيع وتقديم خدمات الاحتفال مع زيادة الطلب في سوق العرض، وتتراوح ما بين 5000 إلى 7000 ريال أو أكثر، حسب عدد الخدمات وطلبات الزبائن.