ما أن تدخل الأم في أشهر حملها الأخيرة وتستعد لدخول غرفة الولادة، حتى تبدأ معها مشاعر الترقب والانتظار بقدوم مولود، وتبدأ معها أيضا الاستعدادات والترتيبات التي تحتاجها الأم والمولود على حد سواء بدءا من شراء الملابس، إلى تحضير وتزيين غرفته، وإقامة الاحتفال سواء في المستشفى أو في البيت. وبين هذا وذاك ثمة من يتخصص في تزيين غرفة المواليد في المستشفى والبيت بالأشكال والألوان و بالبالونات والدمى بطريقة منسقة ومرتبة، غير أن هناك من يشتكي من الأسعار التي يضعها أصحابها دون تسعيرة معينة. لا توجد تسعيرة محددة أمام فرحة كرم المطيري، بقدوم مولوده البكر، قرر وزوجته أن تكون فرحتهما مختلفة، إذ بدأت الترتيبات لاستقبال الضيف الذي سيملأ حياتهما، ويشير المطيري إلى أن التجهيزات بدأت بزيارة بعض المحال في جدة التي تبيع لوازم المواليد، من زينة وتجهيزات غرف الولادة داخل المستشفى وفي البيت لاستقبال المهنئين بالمولود الجديد. ويقول المطيري: بعد جولتي مع زوجتي لعدد من المحال، وجدنا الكثير من الأشكال التي تخص الأم والمولود، ووجدنا أيضا أن الأسعار متفاوتة من محل لآخر، وليس هذا فحسب بل أن الأسعار مرتفعة، حيث وجدنا أسرة الأطفال تبدأ من 2000 ريال (سرير للطفل ومفرش للأم)، وهذا ما يجعلنا نصرف النظر عنها، وأضاف المطيري مع انتشار المحال المتخصصة في هذا النوع من الديكورات والتجهيزات، هناك ملاحظة يجب الوقوف عليها من الجهات ذات العلاقة، وهي أن ما هو موجود في هذه المحال ليس عليه تسعيرة محددة، حتى لا نتعب في التجول والنظر في المعروض، ونكتشف بعد ذلك بالسعر المبالغ فيه. وارتسمت علامات الذهول والتعجب أيضا على وجه محمد الغامدي عندما اكتشف أن تكاليف الاحتفال بقدوم مولوده، وتهنئة زوجته بسلامة الولادة ستكلفه ما يزيد عن ثمانية آلاف ريال، إذ يقول: لم أتوقع أثناء زيارتي لمحال المواليد أن الأسعار بهذا الشكل، أما بالنسبة للمحال التي تقع في محيط المستشفيات فهي حكاية أخرى، تخيل كم بالونة وقطعة فلين على شكل قلب ودمية من دب أو أرنب تعلق على باب الغرفة في فترة لا تتعدى اليومين من ولادة الأم تكلف 300 ريال. استغلال فرحة الوالدين يعلق محمد شرقاوي قائلا: أصبح الاهتمام بتنسيق وتزيين غرفة الولادة في المستشفى، خصوصا في الخاصة منها، الذي يختاره الوالدان مسبقا أمرا طبيعيا، للتعبير عما في داخلهما من مشاعر الفرحة والسرور بقدوم مولود، وهناك محال متخصصة تقوم بهذا الدور، تعمل على تلبية طلبات زبائنها بحسب المبالغ المالية التي يرغبون بدفعها، غير أنه مع الأسف أن تلك المحال تستغل الزبائن، وأقصد التي تجاور المستشفيات التي تحاول الوصول إلى أقسام الولادة بوضع كروتها وأرقام هواتفها على الغرف، حتى تستقطبهم إليها، ومن هنا تبدأ الأشكال والأنواع إذ بزيارة واحدة لغرف الولادة والأطفال تجد الأبواب مزينة، وتعرف من لون البلونات المعلقة على أبواب الغرف نوع المولود ذكرا أو أنثى، فإن أردت أن تعبر عن فرحتك داخل المستشفى فما عليك سوى الخضوع لتلك الأسعار التي تبدأ من 200 ريال، وحتى أن اتجهت إلى محل آخر مجاور تكتشف أن الأسعار متفاوتة قليلا. أما محمد السلمي، لديه ثلاثة أبناء، فيذكر أن تزيين غرفة المواليد، أصبحت سمة في أقسام النساء والولادة في المستشفيات، وباتت لغة يعبر بهما الوالدان عن فرحتهما بقدوم المولود، وأتذكر قدوم مولودي الأول، حيث جرت العادة لدينا أن تكون الترتيبات منذ وقت مبكر، وقررت مع زوجتي الذهاب إلى المحال المتخصصة في تزيين المواليد، بعد خروج الأم من المستشفى، حيث تكون اللوازم: سرير مولود وشراشف وزينة تكون عند المدخل، مضيفا أثناء الجولة على محال المواليد والزينة، كان هناك نموذج معروض تصل قيمته إلى ال10 آلاف ريال، فلم يكن أمامنا مع ظروفنا المادية سوى اللجوء إلى سوق البوادي الشعبي وشراء أسرة وشراشف وبعض الزينة من فلين وألعاب، إذ لم تكلفنا كثيرا، وتوليت بنفسي تجهيز الزينة. ويشير حسن الزهراني إلى أنه أصبح من المألوف والعرف لدى البعض أن يقيم حفلين في المستشفى والمنزل يستقبلون فيهما المهنئين بسلامة الولادة، وهذا الاحتفال يتطلب نفقات باهظة تشتمل على تزيين سرير الولادة والتناسب مع الألوان الذي ترتديه الأم ومع سرير المولود وكذلك تجهيز أنواع الحلويات والشيكولاتة أيضا والبخور وأن يكون من النوع الممتاز. ويصف حمد الرويلي محال تزيين غرف الولادة في المستشفيات الخاصة بأنها تبالغ في السعر، فمنذ عدة أيام رزقني الله بمولود، وبعد دخول زوجتي إلى غرفة الولادة أحببت أن أزين الغرفة التي سوف تستقبل فيها المهنئين، فوجدت إعلانا فيه مدون رقم هاتف تزيين الغرف اتصلت به، وعلى الفور وصل، فبادرني: ولد وإلا بنت؟، فقلت: ولد، ناولني كاتلوج أزرق وقال هذا خاص بالمواليد الذكور، وقعت عيناي على شكل اخترته، وفاجأني بأن سعره 400 ريال، الشكل كله بالونات ليس فيه شيء يجعلني أن أدفع هذا المبلغ وهذا السعر لا فصال فيه، فقررت الذهاب إلى المحال التي توجد خارج المستشفى، لكنهم اعتذروا، بسبب أنهم منعوا من الدخول إلى أقسام التنويم في المستشفى، وأن هناك محل خاص بهم، حينها عرفت أن هذا المحل يتلاعب بالأسعار. من جهته، أكد عادل القحطاني، مسؤول في أحد محال المواليد قائلا: نسعى إلى تلبية طلبات زبائن المحل، حيث أن لدينا الكثير من أشكال لوازم المواليد، حسب رغبة الزبون وذوقه، مشيرا إلى أن بعض الأمهات يطلبن وضع ديكور خاص لغرف مواليدهن، كما يضعن أنواعا مختلفة من الأغطية والشراشف وثوب السابع ذات ألوان تختلف وفقا لجنس المولود. ويضيف القحطاني، كل نوع له سعر معين يختلف بحسب الخامات، إذ إننا نستطيع كذلك تحديد ذلك من قيمة الهدية وتكلفة الخامات المضافة إليها من أشرطة ذهبية وفخامة في التغليف، وذكر أن التصميم لغرف استقبال المواليد تقرره الأم عن طريق نماذج الصور الموجودة في كاتلوجات، مبينا أن الأسعار تبدأ من 2200 إلى 7500 ريال وهي على حسب الخامات، فكل ما لدينا فيه ابتكارات جديدة ومتنوعة، مختلفة تماما عن وضع البالونات التي لا تكلف شيئا. رجا محمد، بائع في أحد محال تزيين غرف المواليد في جدة، الذي يقع في ركن عند أحد المستشفيات الخاصة، يقول: الأسعار حسب الأشكال الموجودة والتصاميم التي يطلبها الزبون، مضيفا أنها جاهزة في كالتلوج، وأضاف الأشكال هي عبارة عن بالونات ودمى من أرانب ودببة، ونوع من الورد المجفف حسب طلب الزبون، وكل شيء له سعر ، إذا تبدأ من 200 وتصل 700 ريال. التجارة: خيارات بديلة من جهة أخرى، أوضح رئيس الرقابة التجارية في فرع وزارة التجارة والصناعة في جدة، أحمد معبر أن هناك مراقبة على كل السلع، في جميع المحال وهي من مهمات الوزارة وعدم تجاوز التسعيرة المحددة، بحيث على جميع المحال التقيد بالتسعيرة ووضعها على كل سلعة، حتى يكون المستهلك على بينة من الأسعار، مشيرا إلى أن من يتجاوز الأنظمة سوف يتعرض للعقوبة، ففي حال اكتشاف عدم وضع تسعيرة على السلع المعروضة تطبق في حقه الغرامة المالية التي تبدأ من 10 آلاف وتصل إلى 100 ألف ريال، وإذا تكررت المخالفة فأنها تضاعف العقوبة، مبينا أن الأنظمة واضحة وصريحة في هذا الشأن. وأضاف معبر، بالنسبة لمحال المواليد إذا وردت شكوى بأن تلك المحال لا تضع تسعيرة على بضائعها فإننا على الفور سوف نحقق في الأمر، والتأكد من أنها مستوردة أم محلية وملتزمة بالتسعيرة دون مبالغة في الأسعار، مشيرا إلى أن هناك خيارات كثيرة يمكن من خلالها البحث عن بديل عن المحال التي تبالغ في الديكور وتتفنن في الخامات، وهذا يعود للمستهلك نفسه، فله الحرية المطلقة في ذلك.