«ولدت مجهول الأبوين في الطائف، وترعرعت في دار الحضانة بجدة حتى عامي السابع، وواجهت طيلة حياتي تحديات عصيبة، وظروفا قاسية رغم أن امرأة كريمة احتضنتني وربتني في بيت مال وأعمال؛ لذا أعتبر أن ابتعاثي إلى الولاياتالمتحدة هو نقطة البداية في الحياة».. بهذه الجملة بدأ طالب الماجستير في الإعلام بجامعة كاليفورنيا شاكر علي في رواية قصته ل«عكاظ»، بعد أن أثارت تجربته في الابتعاث اهتمام الحاضرين في مؤتمر «متجاوز»، المنعقد في شيكاغو الأسبوع الماضي، لدرجة لم يتمالك فيها نفسه من البكاء. يقول شاكر عن بداية حياته: في سنة 1987م ولدت في الطائف، وبعد سبعة أعوام من الرعاية داخل أسوار دار الحضانة في جدة، احتضنتني امرأة كريمة تولت تربيتي، من أرقى بيوتات الأعمال في جدة، وهي ناجية بنت عبداللطيف جميل، بل هي أمي ناجية». ويواصل في سرد قصته: كان لدي أمل في تغيير مستقبلي، لكنني واجهت صعوبة كوني أعيش وسط طبقة مخملية، تملأ التجارة وإدارة الأعمال والمال تفاصيل حياتها، مقابل أنني إنسان مقطوع من شجرة، لدرجة أنني درست في أرقى مدارس جدة، بين أبناء الوجهاء والأعيان وكبار المسؤولين، ومع ذلك لم استطع الاندماج معهم. ويروي التحديات التي حالت دون انصهاره في المجتمع قائلا «كان الناس يتهربون مني، واتضح لي ذلك بسبب حالتي الاجتماعية، وكانوا ينظرون إلي نظرة المشفق على الضعيف، وأدركت ذلك حينما رفضتني أكثر من 25 فتاة بسبب حالتي الاجتماعية». وعن بداية تفكيره في بناء مستقبله، يقول «تعرفت أثناء دراستي في جدة على صديق لازمني كثيرا، وما زلنا على التواصل حتى هذه اللحظة، وهو فؤاد زهيري، وكان والده العم يوسف محيطا بكافة تفاصيل حياتي، وهو الذي دفعني إلى البحث عن مستقبلي بذاتي، دون الاعتماد على أحد، وقال لي إن الحياة ليست مفروشة بالورد، وأن علي البدء من الصفر». انطلق شاكر من الابتعاث لبناء حياة جديدة، ويقول «الابتعاث كان بالنسبة لي هو نقطة البداية من الصفر، حيث كونت نفسي وأنشأت أكبر تجمع طلابي في الولاياتالمتحدة إلكترونيا، قدمت فيه مشروع (سعوديون في أمريكا)، والذي يقدم خدمات كثيرة يفيد منها عموم الطلاب أو الراغبين في الابتعاث، فأصبح المبتعثون يعرفونني بأنني مؤسس هذه الشبكة، لا شاكر المقطوع من شجرة». ويعبر عن سعادته في ما استطاع تخطيه من عقبات وتحديات، «فأصبحت شخصا اجتماعيا، كوني أوجه المبتعثين كل يوم، وأنجزت مرحلة البكالوريوس في الإعلام في ولاية ميتشيجان، وأنا أواصل مسيرة العلم في مرحلة الماجستير اليوم، فضلا عن أنني تجاوزت الماضي بأن صرت أتحدث عن نفسي دون حرج أو مانع».