أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان علي عواض عسيري أن موقف المملكة من لبنان ثابت في مختلف المراحل، وهو دعم هذا البلد الشقيق وتشجيع كافة القوى السياسية فيه على الوفاق والوحدة والتماسك وتغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح، ومواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا تحصى في هذا المجال. وشدد السفير عسيري في تصريح خاص ل«عكاظ» على أن «نهج المملكة ثابت وأن قيادة المملكة لم توفر أي جهد في سبيل دعم الوفاق اللبناني والسعي إلى تقريب وجهات النظر بين المسؤولين على قاعدة العلاقات الأخوية العميقة والعلاقات التاريخية والمميزة التي تربطها بلبنان وشعبه الشقيق بكافة فئاته وطوائفه». وأكد السفير عسيري أن «المملكة لم تتدخل يوما في أي شأن داخلي لبناني، بل مهمتها اقتصرت على دعم الجهود ودعم الوفاق، وأن أي كلام صادر حول الرئيس تمام سلام لم يكن إلا في إطار الترحيب بالإجماع الوطني الذي حققه الرئيس سلام في هذه الظروف السياسية الدقيقة التي يمر بها لبنان الشقيق والظروف الأمنية الحرجة التي تحيط بلبنان، الأمر الذي كان يستدعي منا ترحيبا وتشجيعا للمضي إلى بر الأمان». وأضاف «إن الإخوة اللبنانيين هم وحدهم من يقرر شكل الحكومة التي يريدون وكل ما يتعلق بشؤونهم الداخلية، وهم الأدرى بمصلحة بلدهم، وأنا اليوم التقيت برئيس الحكومة تمام سلام وسلمته رسالتي تهنئة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومن سمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز وتمنينا له التوفيق بمهمته، وأبدينا سرورنا بهذا الإجماع الوطني الذي تمكن من تحقيقه». وتابع السفير عسيري قوله «نحن كدبلوماسيين نلعب دورا في الدول بأن نقرب وجهات النظر ونشرح الأمور على حقيقتها وننقي العلاقات بين المملكة والدول العربية الشقيقة من كل الشوائب لأن المملكة لا تريد إلا خيرا بإخوانها». وعن امتناع السعوديين على وجه الخصوص من زيارة لبنان بسبب الأوضاع الأمنية، قال السفير عسيري «حالما تزول هذه الأسباب الأمنية والتي هي متشابكة مع الأسباب السياسية فإن الشعب السعودي سيعود إلى لبنان بلده الثاني، نحن نتمنى أن نرى لبنان آمنا ومستقرا ليس فقط من أجل عودة الشعب الخليجي والسعودي إلى ربوعه بل من أجل عودة ازدهار اقتصاده، ونحن نراقب الوضع الأمني والسياسي في لبنان لأننا نخشى على شعبنا كما نخشى على شعوب العالم ونتمنى أن تكون بمأمن ومنأى عن أي خطر على سلامتهم». من جهته، وزير الإعلام اللبناني في الحكومة المستقيلة وليد الداعوق أكد في تصريح خاص ل«عكاظ» أن «مواقف الدعم التي صدرت عن قيادة المملكة للبنان وشعبه واستقراره هي مواقف تثلج صدور اللبنانيين بعد أيام عجاف يعيشها شعبنا وهذه المواقف ليست بجديدة على المملكة وقيادتها التي كانت دائما وأبدا ومازالت إلى جانب الشعب اللبناني في كل المحن والمصاعب وكانت دائما غير مقصرة بكل أشكال الدعم ونحن اليوم نتأمل مع اقترابنا من تشكيل حكومة جديدة أن يعود الإخوة السعوديون إلى لبنان لأننا ندرك تماما أن لبنان هو الوطن الثاني لكافة السعوديين كما أن المملكة العربية السعودية هي الوطن الثاني للبنانيين». وأضاف الوزير الداعوق ل«عكاظ» أن «المملكة كانت ولاتزال تحتضن أعدادا كبيرة من اللبنانيين في ربوعها مؤمنة لهم العمل اللائق والعيش الرغيد ونحن نتطلع إلى تعزيز العلاقة بين البلدين في الأيام المقبلة لأن المملكة بقيادتها الحكيمة تشكل ضمانة وأمانا للبنان واللبنانيين». واختتم الوزير الداعوق تصريحه بقوله «كل المحبة والود من كل اللبنانيين إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى كافة الإخوة المسؤولين في المملكة وإلى شعب المملكة الذي لطالما كان لبنان في عقولهم وقلوبهم».