يعكر البعوض المنتشر بشكل مكثف حول منطقة شيب تعبئة وايتات المياه صفو الأهالي القاطنين في حي الصفا بمحافظة الوجه، بسبب هجومه على المنازل والمساجد وكل تجمعات السكان، وناشد المواطنون الجهات ذات العلاقة بالإسراع في حل المشكلة ووضع حد لمعاناتهم أو نقل هذا الشيب إلى منطقة أخرى بعيدة عن الأحياء السكنية، لما تسببه أسراب البعوض من أمراض لأطفالهم نتيجة ما تتركه من بثور نازفة بسبب اللدغ. ويتخوف الأهالي من أن يشكل البعوض كارثة بيئية، خاصة أنه ينقل أمراضا كثيرة ومميتة في الوقت نفسه كالملاريا وداء الفيل والحمى الصفراء والتهاب الدماغ والعمود الفقري، حيث تحدث ل(عكاظ) المواطن صالح بن مصطفى الحربي أحد أقدم ساكني الحي، موضحا أنه يسكن منذ ما يزيد عن الثلاثين عاما، ولم يشعر الأهالي بوجود هذه الحشرة إلا بعد أن إنشاء شيب المياه بجوار الحي، ما أثر على السكان بشكل كامل، حيث لا يهنأون بفتح نوافد منازلهم للتهوية أو الشمس كما كان في الماضي. وأشار المواطن عبدالله بن محمد الجزيري أحدث ساكني الحي أنه فوجئ وأفراد أسرته بهذا الوضع، لافتا إلى أنه بمجرد فتح أي من نوافذ المنزل تهجم أسراب البعوض عليهم، مضيفا أن طفله الصغير تعرض أكثر من مرة للدغ البعوض ما تسبب في حكة شديدة ناتجة عن البثور النازفة بسبب اللدغ. وشاطره الرأي المواطن حامد بن مشحن البلوي مؤكدا أنه وأهله شديدو الحرص في المنزل على سلامة شبك جميع النوافذ وإحكام غلقها بشكل كامل خشية التعرض للدغات البعوض المنتشر بكثافة في الحي. ويذكر المواطن صالح بن عبدالله البلوي أن معاناته لا تقتصر على انتشار البعوض، لكنها تتعدى إلى حرمان أسرته بالكامل من الهواء النقي، وذلك بسبب كثافة العوادم المنبعثة من وايتات تعبئة المياه، خاصة إذا استخدموا وقود الديزل، مشيرا إلى أن تواجدها يتواصل عقب صلاة الفجر مباشرة وحتى الثانية من بعد الظهر. ويلقي المواطن محمد بن حسن القحطاني باللائمة على انعدام فرق رش المبيدات الحشرية ما يتسبب في انتشار وتكاثر البعوض، لافتا إلى أن التخلص من الماء الراكد هو أحد الحلول للتخلص من البعوض، علما بأن سبيلا للمياه مفتوح طوال اليوم تقيمه مصلحة المياه في المحافظة ما يعد مرتعا خصبا لتكاثر البعوض. من جهته أوضح ل«عكاظ» مدير فرع مصلحة المياه بمحافظة الوجه المهندس نايف بن قاسم الجهني أن التنسيق جار مع بلدية المحافظة بالتعاون مع المجلس البلدي لإيجاد مكان مناسب ليكون موقفا لوايتات المياه بعد التعبئة، ولفت رئيس بلدية المحافظة بأنه قد تم توفير المكان المناسب والكائن جنوب مصلى العيد، مؤكدا أنه سيكون متاحا في حالة استلام خطاب رسمي من فرع المياه، فيما تم بالفعل توجيه الخطاب قبل ثلاثة أسابيع، متضمنا الأضرار الواقعة على المواطنين من جرّاء وقوف الوايتات بالقرب من الأحياء المأهولة بالسكان. وعن السبب في عدم الانتقال إلى الشيب الآخر لتعبئة الوايتات والموجود في مكان مناسب بعيداً عن الأحياء السكنية، أفاد الجهني أنه قد تم استخدام الموقع بالفعل ولكن بصورة جزئية نظراً لوعورة الطريق المؤدي إليه. وفيما يتعلق بموقع السبيل المقام من مصلحة المياه الذي يعتقد الأهالي أنه السبب الرئيسي في انتشار البعوض، أوضح الجهني أن السبيل أغلق بالفعل، إلا أنه يتم اللجوء إليه وقت الحاجة لخدمة المواطنين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف التعبئة من المستثمر لشيب المياه. وأخيرا نفى المجلس البلدي بالمحافظة على لسان رئيسه معاذ بن عبدالله العلي ورود أي خطاب بخصوص موقع الوايتات، وإنما تمت دراسة إيجار أرض للمعدات الثقيلة في الجلسة الدورية الخامسة عشرة للمجلس. عوادم الوايتات لا تقتصر معاناة مواطني حي الصفا على تكاثر البعوض وتعرضهم للدغاته، بل تعدت ذلك إلى حرمان الأسر بالكامل من الهواء النقي، وذلك بسبب كثافة العوادم المنبعثة من وايتات تعبئة المياه خاصة إذا استخدموا وقود الديزل ويتواجدون منذ الفجر وحتى الثانية بعد الظهر.