تسبب مقاولون ينفذون مشروع تصريف السيول لحي أبا السعود التابع لأمانة نجران ومشروع استكمال الجسر الذي يربط طريق الملك عبدالعزيز مع طريق الأمير نايف التابع لإدارة الطرق في المنطقة، في إتلاف شبكة خطوط الهواتف الثابتة وفي قطع كيبل كهرباء الضغط العالي المطمور، الذي يغذي حي أبا السعود، حيث عمد العمال في المشروعين إلى إيصالها دون علم شركتي الكهرباء والاتصالات وبطريقة تقليدية عبر لف الأسلاك المبتورة باستخدام لصقات بلاستيكية، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة خاصة مع كيبل الضغط العالي الذي لم يعد المقاول طمره كما كان. «عكاظ» وقفت ميدانيا على المشكلة ورصدت بالصور الأسلاك المبتورة في ظل غياب مهندسي الأمانة والطرق، خلال عملية الحفر بالمعدات الثقيلة التي تمت بطريقة عشوائية ودون الاعتماد على مخطط للأرض لتجنب قطع الخدمات الأخرى وتجاهل المقاولين وسائل السلامة سواء في الموقع أو للعمال خلال العمل. وأوضح حاتم آل هتيلة، أحد سكان حي أبا السعود الذي رافق «عكاظ» في الجولة، أن المقاولين بدأوا بالعمل بالتزامن في عملية الحفر، حيث قام عمال منفذ مشروع استكمال جسر طريق الملك عبدالعزيز بتقاطع مع طريق الأمير نايف، بنزع أجزاء من شبكة خطوط الهاتف الثابت عن منازل سكان الحي، كما تسببوا في قطع جزء من أحد كيابل الضغط العالي الممتد تحت الأرض خلال عملية الحفر عبر معدات ثقيلة، مشيرا إلى أن الوضع لم يقف عند هذا الحد، حيث عمد عمال منفذ مشروع تصريف السيول للحي بنزع ما تبقى من شبكة خطوط الهاتف الثابت، وأيضا قطع كيبل الضغط العالي لشركة الكهرباء، مشيرا إلى أن عمال مقاول مشروع تصريف السيول التابع للأمانة يضعون أنابيب الخط الناقل وسط حفرة مغمورة بالأتربة دون حمايتها بالأسمنت مثلا، حيث يدفنونها بالأتربة دون اختبارها. وأوضح أن العمال يلجأون، في حال وجود مهندسين من الأمانة، إلى وضع طبقة من الأسمنت وسط الحفرة قبل وضع الأنابيب ودفنها، كاشفا عن أن العمال يتحايلون في تنفيذ المشروع ويتجاهلون تطبيق المواصفات المعتمدة مثل طبقة المادة الاسمنتية، قبل الدفن. وأضاف أنه لا توجد مراقبة جادة من قبل مهندسي الأمانة وإدارة الطرق في المنطقة، مؤكدا أنه أبلغ شخصيا شركتي الكهرباء والاتصالات بالأضرار، ولكن للأسف لا يزال وضع كيبل الضغط العالي فوق الأرض والمعدات والسيارات تسير من فوقه ما يشكل خطرا على المارة. وقال «نيابة عن سكان الحي أناشد المسؤولين الوقوف على وضع المشروعين قبل حدوث كارثة بسبب إهمال المقاولين الذين لا يطبقون الجودة في تنفيذ المشاريع»، مضيفا أنه مستعد لكشف المواقع التي شهدت إتلافا وتدميرا، لأي جهة تريد كشف الحقائق، مؤكدا أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة كشفت تحايل منفذ مشروع السيول حيث تفككت أجزاء من الأنابيب وتحولت مثل النوافير وهذا دليل على تحايل المقاول في تطبيق المواصفات خلال عملية دفن الأنابيب وتجاهله الطبقة الأسمنتية. «عكاظ» طرحت هذه القضية على مدير عام إدارة الطرق والنقل في منطقة نجران بالنيابة المهندس ناصر أحمد بجاش، الذي أكد أن الإدارة على استعداد لإصلاح ما أفسده المقاول إذا ما تبين أي خطأ في تنفيذ استكمال جسر طريق الملك عبدالعزيز مع طريق الأمير نايف، موضحا أنه قبل بدء المقاول بالعمل تم التنسيق مع الإدارات الخدمية وآخرها شركة الاتصالات، التي أشعرتنا البدء بالعمل بموجب محضر في تاريخ 7/5/1434ه. وأشار إلى أن هناك إشرافا مباشرا من قبل مهندسي إدارة الطرق في المنطقة بشكل يومي على المشاريع المنفذة. اتصالات متكررة لمعرفة رأي أمانة منطقة نجران ومن يتحمل مسؤولية ما حصل من إتلاف وتدمير للشبكات، حاولت «عكاظ» التواصل مع مدير إدارة الفعاليات والعلاقات العامة في الأمانة أحمد مسفر آل الحارث ولكنه لم يرد على اتصالاتنا المتكررة.