عرقل ظهور كهف أرضي بعمق ثمانية أمتار، أعمال الإنشاء في جسر يربط بين مدينتي الهفوف والمبرز (محافظة الأحساء). وينضم هذا المعوق إلى وجود أعمدة ضغط عالٍ تابعة للشركة السعودية للكهرباء، أوقفت العمل في الجزء الشمالي من الجسر، الذي بدأ العمل فيه مطلع العام 2008. وتبلغ كلفة المشروع 75 مليون ريال، وكان يفترض إنجازه خلال عامين، بحسب العقد المُبرم بين أمانة الأحساء والمقاول المنفذ للمشروع، الواقع على الضلع الغربي للدائري الداخلي الخاص في البلدية المُحاذي لحي السلمانية في مدينة الهفوف. ويُمكِّن هذا الجسر، قائدي السيارات من التنقل بين مدينتي الهفوف والمبرز في زمن قياسي، ومن دون المرور في أي زحام، مسهلاً بذلك حركة المرور، ومخففاً الضغط على الطرق الداخلية في الأحساء. وحال وجود خطوط الكهرباء والمياه والهاتف وسكة الحديد، دون تواصل العمل في المشروع. بيد أن أمين الأحساء المهندس فهد الجبير، قال في تصريح صحافي، أمس: «إن الأمانة تواصل تنفيذ أعمال مشروع الجسر الرابط بين مدينتي الهفوف والمبرز، على رغم ظهور بعض العوائق، المتمثلة في ظهور تكهفات أرضية في موقع المشروع، ما استدعى تغيير تصميم القواعد، إضافة إلى وجود تعارض مع بعض الخدمات التابعة للجهات الحكومية الأخرى، التي لم يتم إحاطة الأمانة بها سابقاً، وهي أعمدة الضغط العالي التابعة لشركة الكهرباء، التي استوقفت العمل في الجزء الشمالي للجسر». واكتُشف الكهف أثناء الحفر على عمق 20 متراً، إذ تبيَّن وجود فراغات في الأرض. كما تبين أن هناك فجوة كبيرة في الأرض تشبه الكهف، ما حال دون بناء أعمدة أو جسور في الموقع. وتعاقدت الأمانة مع شركة علمية متخصصة في علم الكهوف ودراسة طبقات الأرض، لتنفيذ دراسات علمية متخصصة حول الكهف المُكتشف أثناء عمليات الحفر في المشروع. وقال الجبير: «ستقوم الأمانة على ضوء نتائج هذه الدراسات والتقارير العلمية، بوضع التصورات العامة لمشروع إنشاء الجسر». وذكر أن «مشروع الجسر الرابط بين مدينتي الهفوف والمبرز يُشكل امتداداً لطريق الملك عبدالله، المتقاطع مع طريق الملك فهد، باتجاه الرياض (غرب الأحساء). ويشمل المشروع تنفيذ جسر علوي بطول يتجاوز الكيلومتر. وهو ينقسم إلى جسرين، أحدهما لعبور المركبات بطول 120 متراً، والآخر لمسار السكة الحديد بطول 22.50 متراً. كما يحوي المشروع ميداناً (دوار) أسفل الجسر بقطر 75 متراً، إضافة إلى تنفيذ الإنارة، وشبكة تصريف مياه الأمطار للمشروع». وذكر أنه «يُكمل الطريق الدائري، الذي يربط مدينتي الهفوف والمبرز في الجهة الغربية». وأكد على المقاول المنفذ «بذل المزيد من الجهد، لإنجاز هذا المشروع في أسرع وقت ممكن»، مبيناً أن المقاول «يقوم بالعمل ليلاً ونهاراً، للانتهاء من الأعمال المطلوبة في المشروع، الذي يُعتبر واحداً من أهم المشاريع التي تقوم بها الأمانة في محافظة الأحساء». بدوره، أوضح وكيل الأمانة للتعمير والمشاريع المهندس عادل الملحم، أن مشروع الجسر يهدف إلى «توفير حركة مرورية حرة وانسيابية على طريق الملك فهد (شمالاً وجنوباً)، باتجاه طريق الملك عبدالله الدائري، لتصبح الحركة انسيابية سهلة من دون توقف، من شمال الأحساء وباتجاه الجنوب، إلى طريق الرياض، وبالعكس باتجاه الدمام شمالاً، إذ تَحدُّ من الاختناقات المرورية الكبيرة». وأكد الملحم، أن هذا المشروع «روعي فيه النواحي الفنية والإنشائية والمعمارية، وتنسيق الموقع والجانب الجمالي. كما تم الأخذ بعين الاعتبار شروط السلامة المرورية، وتصريف السيول وفقاً للاشتراطات الفنية العالمية». وقدم «اعتذار الأمانة للمواطنين والمقيمين، وزوار المنطقة مرة أخرى، إثر الإزعاج الذي سببه هذا المشروع، من إقفال لبعض الطرق المؤدية إلى الأحياء المجاورة للمشروع».