تسلمت إدارة مرور جدة ملف التحقيق مع السائق النيبالي سليندر كومار (24 عاما) قائد شاحنة المطار التي أودت بحياة سيدتين وأصابت 6 آخرين، اثنان منهم ما زالا يخضعان للعلاج. وسجلت إدارة مرور جدة الحادثة كحادثة مرور عرضية وقعت داخل حرم المطار، وأكدت اللجنة المشكلة من عدة جهات عدم وجود أي شبهات جنائية في الحادثة وأوصت بإحالة ملف التحقيق إلى إدارة المرور كونها حادثة مرورية لا شبهة فيها. وتضمن محضر اللجنة 4 صفحات ضمت أكثر من 16 توقيعا لأعضائها لما انتهت إليه من تحقيقات مكثفة خلال اليومين الماضيين، وأشار التقرير إلى أن السائق أوقف مركبته خارج صالات المطار بهدف تعبئة إحدى الطائرات بالمياه المحلاة، حيث يتطلب الوضع كما أكد مرور جدة إيقافها في وضعية N بهدف البدء في التعبئة بعد فتح ماتور الهواء، غير أن السائق أخطأ بوضعه في D ومن ثم فتح الغطاء الملحق بالطائرة قبل أن يفتح ماتور الهواء للبدء في أعمال التعبئة لخزان الطائرة، ولم تنطلق المياه في حينه ليطلب السائق من مساعده التأكد من الوضع، في تلك الأثناء لم تتحمل الفرامل اليدوية قوة الهواء والتي دفعت المركبة التي كانت في وضع التشغيل الكامل على الفور دون سائق وارتطمت بإطار إحدى المركبات داخل ساعة المطار لتنحرف عن مسارها باتجاه صالة الركاب واقتحمتها لتصيب المنتظرين بداخلها. وبين التقرير عدم وجود صبات خرسانية أمام صالة الركاب من داخل حرم المطار، وهو ما سمح للشاحنة باقتحام الزجاج وإصابة من بداخله. من جانبها أكدت إدارة مرور جدة أنها تسلمت ملف الحادث، وسجلته كحادث مروري وفق ما آلت إليه لجان التحقيق، مضيفة أنه تم تكليف أحد الضباط بالحادث، وتم استلام السائق وإيقافه وفق الإجراءات النظامية، فيما جرى تسليم ملف المصابين، واستخراج التصريح باستلام جثتي المتوفيتين، وإحالة حالتي إصابة إلى مستشفى سليمان فقيه لعلاجهما فيما تم علاج أربع حالات أخرى خرجت من المستشفى بعد شفائها. وأكدت إدارة مرور جدة أن التحقيقات ستجرى خلال الساعات القادمة في الحق الخاص للمتوفين والمصابين، حيث سيتم تحديد نسبة الخطأ في الحادثة على السائق. من جهته أكد ل «عكاظ» السائق سرد سليندرا كومار، أن الحادثة وقعت دون قصد منه، وقال «أعمل في المملكة منذ أربع سنوات و10 أشهر، ولم أتسبب في أي حادث أو أي خطأ في مجال عملي»، لافتا إلى أنه حضر بمهنة عامل قبل أن يتحول إلى قيادة المركبات منذ سنة وستة أشهر فقط. وقال «كنت أظن أنني وضعت السيارة في وضعية التوقف المؤقت D ورفعت الكابح اليدوي، ومن ثم نزلت منها لأقوم بعمل القراءات الخاصة بالعداد لمعرفة منسوب المياه به، ومن ثم فتحت غطاء خزان المياه الخاص بالطائرة لتعبئتها، وكان ذلك أمرا معتادا أنفذه منذ فترة ولم يحدث سابقا وقوع أي حادث». واستطرد قائلا: «بعد أن وضعت الخرطوم في الموقع المخصص للتعبئة نزلت لتشغيل الماتور والذي يعمل بضخ الهواء بهدف دفع المياه إلى داخل الخزان، وما هي إلا ثوان بسيطة حتى اندفعت المركبة بقوة وبدون أن أكون أو أي شخص آخر بداخلها، وانطلقت بسرعة لتصدم إطار مركبة تسبب في تغيير اتجاهها لتنحرف إلى داخل صالة الركاب»، ولم أصدق ما يحدث أمامي، ولم يكن بمقدوري عمل أي إجراء غير أنني ركضت على أمل اللحاق بالشاحنة لإيقافها، ولكن سرعتها كانت كبيرة جدا واقتحمت زجاج الصالة، ولم تتوقف إلا بعد أن أصابت عددا من الركاب إلى أن توقفت لوحدها، أما أنا فلم أستطع أن أفعل أي شيء إلا البكاء، وقد اكتشفت أنني وضعت المركبة على وضع التشغيل D وليس N. وأضاف حضرت إلى المملكة قبل 58 شهرا وكنت أعمل داخل المطار كعامل، وبعد أن حصلت على رخصة القيادة عملت كسائق للشاحنة منذ عام ونصف فقط، وكنت أؤدي عملي على أكمل وجه ولم أتسبب في أية حوادث داخل حرم المطار ولم تسجل علي أية ملاحظات، وقبل أن يكمل حديثه أجهش سليندرا بالبكاء وهو يكرر «أنا لم أقصد ما حدث»، طالبا من المصابين وذوي المتوفيين العفو عنه. وزاد كومار «تم التحقيق معي من قبل عدة جهات داخل المطار، واليوم تم تسليمي لحوادث شرق جدة لإكمال التحقيق، وأتطلع للعفو عني». مصادر «عكاظ» أكدت أن كومار من الجنسية النيبالية ويحمل الديانة الهندوسية ولم يسبق أن سجل بحقه أي محاضر أو مشكلات خلال الفترة الماضية.