رحلة المحطات الست التي بدأها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الأحد المنصرم ولمدة خمسة أيام إلى المحافظات الشرقيةوالجنوبيةالشرقية للمنطقة، لم تكن عادية ولم تكن مجرد تصريحات رنانة أو حبراً على ورق، بل مشاريع على أرض الواقع تجاوزت مرحلة الدراسة إلى مرحلة التنفيذ بكلفة قاربت 32 مليار ريال. البداية كانت في الطائف المحطة الأولى والتي وصف الأمير خالد الفيصل مشاريعها التي بلغت «513 مشروعا بمبلغ 16 مليار ريال» بأنها ترفع الرأس، وأكد أن أهالي الطائف يستحقون العالمية. وأكد ل«عكاظ» محافظ الطائف فهد بن معمر أن زيارات سموه المتتالية لمحافظات المنطقة تدل على الاهتمام بالمواطن. وفي اليوم التالي انطلق الأمير خالد الفيصل إلى ميسان الواقعة جنوب غرب الطائف، ليقدم التهنئة لأهاليها والمراكز التابعة لها كونها تمت ترقيتها إلى محافظة مطلع العام الحالي. وخلال حديثه للأهالي بعد أن دشن المركز الحضاري نقل لهم بعد أن استمع إلى احتياجاتهم، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، مؤكداً أن القيادة وجهته بأن تعطى المحافظة حقها في التقدم والازدهار. وقال: أزور ميسان اليوم وقد أصبحت محافظة وجهودكم هي التي أسهمت في ترقيتها ومن هذا المنطلق فإن رؤية القيادة دوما تأمل وتؤكد أن يكون أهالي القرى والمراكز في مقدمة ركب التنمية. وأكد ل«عكاظ» محافظ ميسان تركي بن حميد أن زيارة أمير المنطقة المحافظة ومشاركة الأهالي فرحتهم بترقيتها إضافة للاستماع لمطالبهم والعمل على تحقيق تطلعاتهم بعث السرور في أنفس أبناء المحافظة. وفي ذات اليوم توجه الأمير خالد الفيصل برا إلى محافظة تربة وفيها أعلن أن متعته الحقيقية تكمن في خدمة أبناء المنطقة وأنه يعيش ويحيا من أجل تحقيق تطلعاتهم، مؤكداً أن شعوره بالمسؤولية يحتم عليه أن يتفقد المحافظات. وتابع: كلفنا الملك بإعطاء أولوية لخدمة المواطن وهي الهدف الأول ولا يمكن تقديم خدمة ترضي الله ثم الضمير دون لقاء المواطن والاستماع لحاجته وذلك واجب لا منة فيه. مؤكدا حرص القيادة على أن تصل الخدمة للمواطن قبل أن يطلبها. وزف لأهالي تربة بشائر تنموية تمثلت في وضع حجر الأساس للمدينة الجامعية وإيصال المياه للمحافظة خلال شهرين. وعقب الزيارة أكد ل«عكاظ» محافظ تربة خالد الرويس أن زيارات سموه على مدى السنوات الست أثمرت عن مشاريع في مجال التعليم العالي، تحد من الهجرة إلى المدن وتوفر مشقة السفر. في اليوم الثاني للزيارة فجع الأمير خالد الفيصل بوفاة عمه صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز – يرحمه الله – وجاء الخبر الصاعقة قبيل وصوله إلى محازة الصيد في الخرمة، وهناك كان الموقف الصعب فالمصاب جلل، ومسؤولية لقاء الأهالي في بقية المحافظات واجب لا منة فيه وذلك ما أكده سموه قولاً وفعلاً، وعلى الفور توجه إلى الرياض براً متحملاً عناء السفر 1450 كلم ذهاباً وإياباً لأداء الصلاة على الفقيد ثم العودة لاستئناف الجولة. ما حدث كشف أن العمل مسؤولية، وأكد أن الفيصل مسؤول، وضع مخافة الله ثم الضمير نصب عينيه، وبفرضيات بديهية وبسيطة فإن الحلول سهلة إلا على رجل لا يرضى بغير العمل الجاد والنتائج الحقيقية أيا كانت الظروف. ربما توقع أحدهم أن تنهى الزيارة وتستأنف في وقت لاحق مع الاكتفاء بما تم سلفاً، إلا أن مخافة الله ثم الأمانة والضمير في رعاية شؤون من استرعاه الله عليهم من أبناء المنطقة أبت إلا أن يقرر العودة ويكمل مسيرة التجوال المثمر واللقاءات البناءة، فقد كان بإمكانه أن يختزل الزيارة في محافظة متوسطة يلتقي فيها المحافظين ويدلي كل بدلوه، كذلك لا أبسط من أن يبرق كل بما يريد مستثمرا التقنية لإيصال المراد، كما أنه بالإمكان أن يمثل الأهالي وفد يتحدث بصوتهم ويوصل مطالبهم وكل ذلك لن يستغرق ساعات من نهار، إلا أن إرادة الفيصل أبت إلا أن يتحمل عناء السفر ومشقة الطريق ليكمل جولته في بقية المحافظات. استأنف سموه زياراته التفقدية بعد العودة براً من الرياض وتوجه صباح «الأربعاء» الماضي إلى محافظة رنية، واستهل الزيارة بوعد قطعه على نفسه بتحقيق رغبة الأهالي في الوقوف ميدانياً على خطورة مدخل المحافظة الجنوبي، ولم يتوان في تحقيق مطلبهم. وخلال ترؤسه اجتماع المجلس المحلي تحدث إلى الأهالي مبيناً أن نعمة الإسلام والأمن والاستقرار جميعها عوامل شكلت الانسجام بين الشعب والقيادة، وأسهمت في تهيئة فرص التنمية وتعزيز روافدها، لبلوغ ما يرضي الله في أداء الأمانة وتنفيذ المشاريع، واصفاً الوطن بالكبير شكلاً ومضموناً، إنساناً وتنمية، قيادة وشعباً. ثم زف البشائر المتمثلة في تأسيس مدينة جامعية وأعلن وصول المياه المحلاة إلى المحافظة في غضون شهرين، كذلك أعلن اعتماد إنشاء محطة تحويل كهرباء وأخرى مركزية شرق الطائف يبدأ تشغيلها نهاية العام 2015، إضافة لازدواج طريق رنية الخرمة ومخططي التنمية والإسكان. وفي تصريحه ل«عكاظ» عقب الزيارة ثمن محافظ رنية عبدالله بن عثيمين للأمير خالد الفيصل عودته وتحمل مشقة السفر والتي أكدت تقديره لأبناء المنطقة واهتمامه بما يحقق تطلعات القيادة وآمال أبناء المنطقة. وفي الخرمة أكد أمير منطقة مكةالمكرمة سهر الملك وولي عهده على خدمة المواطن وأن تصل التنمية إليه، كما رفع إلى الملك التهاني نظير ما لقيه من حب وامتنان ودعاء لقائد الأمة، ثم وجه رسالة للملك قائلا «شعبك يحبك ويدعو لك، أسأل الله أن يتقبل دعاءهم، فأنت تستحق الحب والدعاء لأنك حريص على أن تصل الخدمة إلى كل بيت وكل غرفة». وقال ل«عكاظ» محافظ الخرمة خالد بن لؤي، عقب الزيارة: خلال الأعوام الستة التي خطط لها أمير التنمية والتقدم عمل جاهداً على تحقيق تطلعات أهالي المحافظات وتوفير الخدمات أسوة بما هو بالمدن الرئيسة. وفي المحطة الأخيرة سلم سموه بطاقة ضمان للمستفيد الأول بعد أن افتتح مكتب الضمان الاجتماعي في المحافظة، وصادف وصوله وجود شعلة ملتقى شباب المنطقة حاملة وسائلها التوعوية المتعلقة بالشعور بالمسؤولية والاحترام، وقال لأهالي المحافظة الوليدة «أبشركم المستقبل يبشر بالخير في هذه المحافظة وفي غيرها وفي هذه المنطقة وفي غيرها، والفضل يعود أولا وأخيرا لتوفيق الله ثم الحكمة المعروفة عن القيادة التي تقود البلاد بحكمة وبعزم وإصرار لترتقي معيشة الفرد إلى المستوى اللائق بالإنسان السعودي». من جهته أوضح ل«عكاظ» محافظ المويه سليمان السالم أن زيارة أمير المنطقة للمحافظة ووصف مستقبلها بالمشرق، يؤكد عزمه على أن تحظى وساكنوها بالامتيازات والخدمات التي تضمن لهم العيش الكريم. حملت زيارة سموه للمحافظات الست بشائر سعد ومشاريع تنمية تواكب طموح ولاة الأمر، حيث قال «كان وما يزال اهتمام القيادة يتتالى وتؤكد في كل عام علي، وعلى أمراء المناطق بتفقد أحوال إخواننا المواطنين لتحقيق جميع رغباتهم»، وأعلن أن المحافظات التي تفقدها بلغت ميزانية المشاريع فيها 32 مليار ريال. ومن المواقف وفي ساعة متأخرة من الليل تواجد في خيمة «داخل محازة الصيد بالخرمة، مدير عام مكتب سمو أمير المنطقة مشعل العتيبي، ووكيل الإمارة المساعد لشؤون التنمية الدكتور هشام الفالح، ومدير عام الدراسات والعلاقات العامة سلطان الدوسري لمناقشة جدول أعمال الزيارة، وتهيئة الظروف المساعدة التي تضمن النجاح بإذن الله، فقد كانوا يعملون ضمن الفريق المرافق لسموه في الزيارة ويسعون لتذليل العقبات وتدوين أفكار التنمية لدراستها وتحويلها إلى واقع حي.