وصفت قوى سياسية مصرية، المشهد الراهن في مسألة عودة العلاقات بين مصر وإيران ب(الهرولة) المريبة التي من شأنها أن تفتح الباب للعديد من الشكوك، لا سيما مع الدور المعروف الذي يقوم به النظام الإيراني في دعم بشار الأسد والتآمر على أمن مصر القومي والعربي والعقائدي، وتباينت ردود الأفعال حول ماحدث بأنه خطوة من خطوات هذه الهرولة وهي قدوم أول فوج سياحي إيراني إلى مصر، حيث انتقد التيار السلفي الزيارة ورأى أنها من أكبر القرارات الخاطئة لكونها تمس السلم الاجتماعي والسياسي وعلاقات مصر العربية والخليجية. وقال الناشط السياسي معاذ عبدالكريم عضو جبهة الضمير: «إن القيادة السياسية في الدولة عليها تقدير العلاقات الدولية فى إطار المنفعة العامة للشعب المصري والحفاظ الحفاظ على هويتنا»، مؤكدا على أن الأمن القومي وتأكيد السيادة الوطنية خطوط حمراء لا يجب التغاضي عنها لصالح الاتفاق مع أي دولة أخرى. وشدد الدكتور عبدالله المغازي المتحدث باسم حزب الوفد على أن أي خطوة تقوم بها الحكومة أو النظام الحاكم في المرحلة الحالية يجب أن تتشاور فيها مع القوى المدنية قبل البدء فيها حتى تكون هناك شراكة بين كل الأطراف، خاصة إذا كانت هذه الخطوة تمس الهوية المصرية مثل قضية التعاون مع إيران، والأمر على هذا النحو يشير إلى أن هناك صفقة ما دارت في الخفاء فهل يعقل بعد قطيعة دامت 34 عاما، أن تعود العلاقات في شهرين. فيما أكد الشيخ زين العابدين كامل عضو الدعوة السلفية أن جماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة تراجعو عن وعودهم التي جاءت في برنامجهم الانتخابي للرئاسة، فيما يتعلق بالعلاقات مع دولة إيران، موضحا أن الرئيس مرسي أخذ العهد على نفسه قبل ذلك بحماية مصر، مشيرا إلى أن الدعوة السلفية شكلت لجنة لمكافحة ومحاربة التشيع ونشر المذهب الشيعي في مصر، أما الدكتور يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن السلفي، قال إن الحزب قام بإيصال رسالة للرئيس مرسي، أعرب فيها عن رفضه التعامل مع النظام الإيراني، مشددا على أن الشعب المصري يرفض التشيع ولا يريد أن يكون تحت وطأة ضغط الحاجة للأموال والسياسة الإيرانية القائمة على شراء الولاء بالدولارات، وفيما يتعلق بتصريحات وزير السياحة التي أكدت قصر النشاط السياحي للإيرانيين على زيارة الشواطئ والآثار الفرعونية، قال حماد إن ثقافة السائح الإيراني لا تعرف إلا زيارة المقابر والأضرحة. وقال صلاح عدلي القيادي بجبهة الإنقاذ: «طالبنا من قبل بعودة العلاقات حتى لا نكون مجرد ذيل وراء أمريكا وإسرائيل في موقفها من إيران ولكن ما نراه من هرولة في العلاقة بين النظام الحاكم وإيران يثير لدينا الارتياب، خاصة في ظل ما تردد عن لقاء مسؤولي المخابرات الإيرانية مع قيادات جماعة الإخوان خوفا من استدعاء التجربة الإيرانية التي شكلوا بها الجيش الثوري الإيراني، محذرا من تطبيق المنهج الذي حدث في إيران من خطف الثورة وقمع كل الفصائل والخصوم السياسيين في مصر . وقال الدكتور مجدي ماضي عضو الجمعية المصرية للتنوير: «الحزب الحاكم في إيران وجماعة الإخوان المسلمين جماعات فاشية تقوم على قمع المعارضين لها، كلاهما لا يؤمن بالديمقراطية والحرية، والعلاقات مع إيران ووصول الأفواج السياحية الإيرانية تستخدم وتطوع سياسيا لخدمة الإخوان وليس لخدمة السياحة والاقتصاد»، مؤكدا على ضروة أن تلتزم إيران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد العربية قبل أي هرولة نحو طهران، داعيا إلى وقف أي تطبيع مع إيران قبل أن ترفع إيران يدها عن اليمن والبحرين ولبنان. من جانبه، قال عبدالرحمن علي عضو المنظمة المصرية لحقوق الإنسان: «هناك تشابه في الأساليب القمعية التي تستخدمها إيران وجماعة الإخوان المسلمين ضد المعارضة»، لافتا إلى أن إيران ضالعة في قتل الشعب السوري من خلال الدعم بالرجال والسلاح لنظام بشار الأسد، وأوضح أن إيران لا تعطي حقوق المسلمين الأحواز في إيران حقوقهم السياسية، وتدعم جماعات بعينها في اليمن ولبنان والعراق، والآن تريد تخريب مصر كما خربت دولا كثيرة في المنطقة. وأكد وليد إسماعيل منسق حملة (ضد التطبيع مع إيران) أن الشعب المصري يرفض كل أنواع التطبيع مع إيران سواء كانت الزيارات المتبادلة أو الأفواج السياحية الإيرانية، داعيا السلطات المصرية إلى احترام إرادة الشعب المصري الذي يرفض التطبيع مع إيران، موجها انتقادات لاذعة للرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين قائلا: «انتخبنا الرئيس مرسي لأنه أكد رفضه التطبيع مع إيران لكن الآن بهرولة الإخوان للتطبيع مع الكيان الإيراني الذي يقتل إخوتنا السنة في سورية ولبنان». وقال محمد متولي عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية: «كافة التيارات الإسلامية في مصر ترفض زيارة المسؤولين الإيرانيين وكل محاولات التطبيع مع إيران لعدة أسباب، يأتي في مقدمتها التدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية لليمن والبحرين، ودعم إيران غير المحدود لبشار الأسد»، لافتا إلى أن هناك مخاطر محدقة بمصر من التطبيع مع إيران أبرزها مساعي إيران لتصدير المد الشيعي لمصر بما يهدد الأمن القومي المصري. وفي نفس السياق، قال محمود مصطفى القيادي البارز بحزب الوطن السلفي إنهم يرفضون زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني لمصر لأنها ضد إرادة الشعب المصري الذي يرفض الاحتلال الإيراني للأراضي العربية في الأحواز، والتدخل الإيراني في اليمن والبحرين والعراق، ومشاركة إيران في قتل الشعب السوري من خلال دعمها لبشار الأسد، داعيا إيران إلى احترام حقوق الأحواز وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والخليجية أولا ثم تحاول بعد ذلك التقرب للشعوب العربية.