الحرف قسم .. والكتابة بصيرة وبين مسؤولية ذلك ووعي هذه تعمر الأرض وهذا يفسر لنا ما تقرأه على جدار الزمن وما نراه على أرصفة المجتمعات لذلك فالحرف قد يكون السهم الذي يصيب الهدف ويصل إلى عمق الفكر والكتابة قد تكون الوشم الذي يخط على جسد.. فالمسؤولية شروق لشمس الإنسان وبهذا الشروق تزهر الأرض وتموت الطفيليات.. والوعي بصيرة انطلاق لروح الحياة والنهوض من التدثر في وهن كل ما هو بائس وتعيس. فالحب إرادة حياة تملأ المسؤولية حقا.. والوعي سلاما فتخلق لنا انفتاحا يملأ الوجود تكاملا فتضيء قسمات إنسان هذه الأرض بقوة الاعتبارات الخُلقية. ليظل هذا الوحي نورا رتق ظلمة الليل عبر فجر اكتملت فيه مضغة الجسد بيقين الحق. فنادى الصبح للسالكين طريق والصبر معبر لا يخذل الموقنين والشقاء أن تدير الظلم كأسا للشاربين... فالإحسان إحساس.. والإخلاص أن تقيم الوزن بالقسط. هكذا ترث صفاتك كبشر سوي يعي أن الأمانة قرار.. يخرجك من خندق غياب المسؤولية والتمرد على كل ما هو إعادة لتشكيل ماء الخلق وفطرة الوجود، فالاستقامة ليست حرفا يتلا إنما رؤية تشاهدها في انتصاب الأشجار وعلو همتها للسماء وقبلتها في ذلك الشمس وصلابة جذوعها وامتداد جذورها كل تلك الرؤية تجعلك ترجع البصر مرات ومرات ومرات لتقرأ عظمة الخالق في الخلق وجمال السماء وروح الأرض الممتد حبلها السري لقلبك، كي ترتوي خضرة وحبا وكرامة لتشع سلاما والسلام قوة تحلق بجناح الحق فلا مساومة تقبلها فطرتك السليمة ولا انتهاك لجوهر القيمة لتتنفس الأمل وتملأ رئتيك شهيق الإصرار وتطلق زفير القنوط وتنطلق خلف آمال تركض خلف آمال، وبهذا الجمال يوأد كل تشوه ومسخ للقيم الإنسانية ويلفظ كل ما هو قبيح أنفاسه. لنحيي مسؤوليتنا بحب في عمارة الأرض وبنور البصيرة فما زال هنالك للشروق شمس وللخير أمة. من هذه الانطلاقة (نص الدنيا) ومن هاجس البحث عن منافذ ضوء لبعض الزوايا المعتمة في حياتنا وفي لحظات مخاض هذا الملحق.. بدأت تتشكل الرؤية بأن تكون هنالك نافذة ضوء لي ولكم معا. * أخصائية اجتماعية