استنكر الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي استمرار التدخلات الإيرانية في الشأن الخليجي مؤكدا أن الدول الخليجية ترفض وتشجب هذه التدخلات التي تعتبر خارجة عن الأعراف والمبادئ الدبلوماسية وتحذر طهران من عواقب هذه التدخلات غير المقبولة. وأوضح الزياني في تصريحات ل«عكاظ» أن مجلس التعاون حريص على تعزيز التعاون الأمني بين الدول الأعضاء بهدف منع أي اختراقات داخل دول المجلس، مؤكدا أن أمن وسلامة واستقرار دول الخليج كل لا يتجزأ كما هو بمثابة خط أحمر لا يمكن تجاوزه وأن قوات درع الجزيرة تقف سدا منيعا لحماية دول المجلس. وأفاد الزياني أن المجلس يتابع بدقة التحقيقات المتعلقة عن شبكة التجسس التي اكتشفتها الأجهزة الأمنية السعودية ضمن جهودها الحثيثة والاستباقية في هذا الاتجاه. وأضاف أن مثل هذه المحاولات الإجرامية الإرهابية تكشف عن النوايا والخطط العدوانية للجهات التي تقف وراءها، معتبرا أن تلك المحاولات المتكررة لزرع خلايا التجسس والإرهاب في دول مجلس التعاون تهدف بشكل يائس إلى المساس بأمن واستقرار دول الخليج الذي يتعارض مع كل الأنظمة والقوانين والأعراف الدولية فيما يتعلق بسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. يذكر أن وزارة الداخلية في المملكة قد أعلنت القبض على 18 متورطا في أعمال تجسسية تلقت الدعم من أجهزة الاستخبارات الإيرانية. وأوضح المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية في تصريحات صحفية أنه بناء على ما توفر لرئاسة الاستخبارات العامة من معلومات عن تورط عدد من السعوديين والمقيمين بالمملكة في أعمال تجسسية لمصلحة إحدى الدول، بجمع معلومات عن مواقع ومنشآت حيوية والتواصل بشأنها مع جهات استخبارية إيرانية كما تشير التحقيقات الأولية والأدلة المادية، وتم في عمليات أمنية منسقة ومتزامنة القبض على 16 سعوديا بالإضافة إلى شخص إيراني وآخر لبناني في أربع مناطق من المملكة (مكةالمكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية). وكشفت التحقيقات الأولية وإفادات المتهمين أنهم استلموا مبالغ مالية وعلى فترات مقابل معلومات ووثائق عن مواقع مهمة في عملية تجسس لصالح تلك الأجهزة. وكانت السلطات الإماراتية قد أعلنت مؤخرا عن تفكيك خلية تضم إماراتيين كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية في البلدين وفي دول أخرى شقيقة. وكشفت المصادر أن التحريات والمتابعة المستمرة لهذه العناصر تمت في إطار من التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين ودلت على قيام هذه العناصر باستيراد مواد وأجهزة ومعدات بهدف تنفيذ عمليات إرهابية، وتم القبض عليها بعد التأكد من سعيها للضرر بأمن المواطنين والمقيمين. كما سبق وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية عن ضبط خلية من خمسة أفراد، جميعهم من المواطنين البحرينيين، كانت تخطط لتنفيذ اعتداءات في البحرين. وعمليات إرهابية ضد منشآت حيوية في البلاد من بينها وزارة الداخلية وجسر الملك فهد الذي يربط بين البلدين.