منذ فترة طويلة وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تخطط جاهدة لتقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود زمانيا ومكانيا، على غرار ما فعلت ذلك في الحرم الإبراهيمي الشريف، وعزز هذا المخطط الذي تسعى إليه إسرائيل ما قامت به حشود المستوطنين والمتدينين اليهود من اقتحامات للمسجد الأقصى بحماية رجال الشرطة الإسرائيلية، حيث اقتطعوا جزءا من المسجد من جانب باب المغاربة، مطالبين بأن تكون الفترة الصباحية للصلوات اليهودية في المسجد في بداية التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، تمهيدا للتقسيم المكاني، حيث يحلمون بإقامة هيكلهم المزعوم، الذي نصبوه حاليا في مقابل المسجد بالإضافة لقيام سلطات الاحتلال كل يوم جمعة بمنع المصلين من الوصول من الأراضي الفلسطينية للمسجد الأقصى للصلاة فيه، في محاولة لتقليص أعداد المصلين المسلمين، وبالمقابل رفع وزيادة المصلين اليهود. وفي ظل هذه الظروف يجب علينا كعرب ومسلمين أخذ الحيطة لما يدبر للمسجد الأقصى والقدس من محاولات التهويد الممنهجة خاصة أن مدينة القدس مهيأة للانفجار في أي وقت بوجه الاحتلال الإسرائيلي بسبب ممارساته التصعيدية ضد المقدسات الإسلامية، والاقتحام المتكرر للمسجد الأقصى. ولا شك أن المملكة كانت في مقدمة الدول العربية والإسلامية، التي أعطت الاهتمام بقضية القدس والصراع العربي الإسرائيلي برمته، ولقد تجلى ذلك في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الدوحة العربية مؤخرا والتي أكد فيها على محورية قضية الصراع العربي الإسرائيلي. وعلى الاحتلال الإسرائيلي أن يعي أن قضية القدس والمسجد الأقصى خط أحمر، لا يمكن الاقتراب منه، وعلى الدول الإسلامية دعم صمود أهل القدس لمنع تهوديها.