«يا ليل خبرني عن أمر المعاناة» هي مقولة لا تفارق أفواه سكان منفوحة التي لم تعد ذلك الحي العتيق مقصد كبار السن في الرياض، بل أصبح عشوائيا تتناوشه المعاناة من كل جانب، حيث الشوارع والطرقات الضيقة والمنازل المهجورة التي تسكنها العمالة السائبة وتشكل هاجسا يقلق راحة السكان، ناهيك عن مياه الصرف التي تطفو في المكان فتزكم الأنوف بالروائح الكريهة وتنشر الأمراض الصدرية بين الأهالي. عدد من الأهالي أوضحوا ل«عكاظ» استحالة مرور سيارتين في شوارع منفوحة الضيقة، ويشير محمد مجرشي من سكان الحي إلى المعاناة التي يجدونها عند خروجهم أو دخولهم إلى الحي وصولا لبيوتهم، لافتا إلى صعوبة توسعة الشوارع، ما يوجب إعادة تأهيله من جديد، لسوء التخطيط القديم، وتنتشر في الحي منازل مهجورة مبنية من الطين بالإضافة إلى المنازل الشعبية التي هدمت أجزاء منها فأصبحت أطلالا تؤوي المخالفين والهاربين. ويشاطره الرأي منير الشهري، حيث يوضح أن مجهولي الهوية يأخذون من المنازل المهجورة مأوى وملاجئ، كما أن بعض ضعاف النفوس يستغلونها في تعاطي المخدرات، فيما يرمي بعض السكان مخلفاتهم وفضلاتهم فيها، بخلاف ما تسببه من تشويه المنظر الجمالي للحي كونها تتنامى بين فترة وأخرى من جراء إهمالها وعدم إزالتها. ويضيف الشهري أن انتشار العمالة الوافدة السائبة من مختلف الجنسيات يشكل مصدر قلق للسكان مع تزايد أعدادهم في ساعات الليل، حيث تفضل العمالة السمر والسهر إلى وقت متأخر من الليل. ويؤكد محمد كريري أن الحي يعاني من روائح كريهة رغم ابتعاد وحدة معالجة الصرف الصحي عن منفوحة، إلا أن هذه الروائح تصل السكان وتزكم الأنوف وتزيد من أوجاع مرضى الصدرية، ويزداد الضرر ببناء الأراضي الفضاء وانتشار مخلفات البناء في جنبات الحي. وأوضح ل«عكاظ» مصدر في وحدة أعمال مدينة الرياض، أن الشركة تعمل حاليا على تنفيذ مشروع تحسين أداء المحطة ورفع مستوى جودة المعالجة فيها بما يواكب التطورات العالمية الحديثة المعمول بها في هذا المجال، وهو ما سيسهم في معالجة الروائح المنبعثة من تلك المحطة، مع مراعاة المواصفات والمعايير المعتمدة للمحافظة على الصحة والبيئة، مشيرا إلى أن شركة المياه الوطنية ترحب بأي طرح يخدم الوطن والمواطن ويحقق المصلحة العامة. مجهولو الهوية أصبح الحي عشوائيا تتناوشه المعاناة من كل صوب، فالشوارع والطرقات الضيقة والمنازل المهجورة التي تسكنها العمالة السائبة تشكل هاجسا يقلق راحة السكان، بخلاف رائحة الصرف التي تملأ المكان وتنشر الأمراض بين الأهالي.