تفقد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، رئيس مؤسسة التراث الخيرية أمس في جدة، الدورة التدريبية حول التراث العمراني في جدة التاريخية، والتي تنظمها مؤسسة التراث الخيرية بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية «أرسيكا» بحضور البروفيسور إكمال الدين إحسان أغلو رئيس منظمة التعاون الإسلامي وتأتي في إطار برنامج الحفاظ على التراث العمراني الإسلامي، الذي تنفذه مؤسسة التراث الخيرية بالشراكة مع مركز «أرسيكا». وأكد الأمير سلطان بن سلمان عقب الزيارة، على أهمية العناية بالتراث الذي يمثل ضرورة وطنية لما له من أبعاد ثقافية واجتماعية واقتصادية وبيئية وقال: «هذه العناية لابد أن تتمثل في رؤى استراتيجية لتراث وطننا العريق الذي تزخر به بلانا» ، ضاربا مثلا: الزائر إلى الدول الأوروبية والخارجية عندما يزور مثلا باريس ويعجب بها هو يزور باريس التاريخية وعندما يزور اسطنبول ويعجب بها أيضا هو يزور اسطنبول التاريخية. وأبرز سموه، جهود الهيئة في دعم جدة التاريخية قائلا: «المنطقة التاريخية بجدة لم يكن لها في السابق بلدية واليوم تحقق ذلك، ولم يكن لها ميزانية واليوم لديها ميزانية مستقلة وتبلغ 250 مليون ريال، منها 50 مليون جاهزة لتنفيذ المشاريع، كما أن هناك مشاريع عديدة قائمة منها 18 بيت تاريخي قيد الترميم وبرامج كاملة وموضوع الأوقاف تم التعامل به بالكامل، كما تم الاجتماع بالملاك وهناك اجتماع قريبا مع سمو أمير المنطقة سيتم الترتيب له حتى يستفيد الملاك». وزف سموه البشرى لمحبي وأهالي عروس البحر الأحمر مدينة جدة، بخصوص ملف جدة التاريخية في اليونيسكو وقال «هناك بوادر إيجابية ولله الحمد لقبوله إن شاء الله». من جهة أخرى، أشار الدكتور أسامة الجوهري المدير العام لمؤسسة التراث الخيرية، إلى أن عقد الدورة يأتي في إطار الشراكة والتعاون المستمر بين مؤسسة التراث الخيرية، ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية «أرسيكا»: التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، حيث تتناول الدورة التدريب على ترميم المباني التاريخية والحفاظ عليها، إضافة إلى المسح الميداني لمواقع التراث العمراني في جدة التاريخية. وأضاف : «يشارك في الدورة علماء وخبراء وأساتذة جامعات ومختصون في مجال التراث العمراني من المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، وتركيا، وإيطاليا، بالإضافة إلى عدد من الجهات ذات العلاقة مثل أمانة محافظة جدة، ومجموعة من طلاب الجامعات السعودية والأجنبية، هي: جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة أم القرى، وجامعة سراييفو» .. وحول أهداف الدورة، قال الجوهري: إن الدورة تهدف إلى تعزيز الوعي بالتراث العمراني، ونشر ثقافة المحافظة عليه وفق منهج علمي مدروس، مشيرا إلى أن الدورة تستهدف طلاب الجامعات في المملكة وخارجها، من خلال إعدادهم وتدريبهم في مثل هذه الدورات والبرامج، وإكسابهم المزيد من الخبرات والتجارب التي تؤهلهم للاضطلاع بمهام العناية بالتراث الوطني والمحافظة عليه.