دعا رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ المجتمع الدولي إلى ضرورة التعاون الجاد سعيا لنشر قيم الحوار والتسامح والاعتدال وبناء علاقات تعاون وسلام بين الثقافات والشعوب والدول. وأفاد في كلمة في مستهل أعمال الجمعية 128 للاتحاد البرلماني الدولي الذي يعقد أعماله في عاصمة جمهورية الأكوادور كيتو حاليا، أنه نتيجة لجهود المملكة المستمرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين فقد أسس -أيده الله- بالتعاون مع كل من مملكة اسبانيا وجمهورية النمسا مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالعاصمة النمساوية فيينا، إيمانا منه بأن الإنسان قادر على أن يجعل العالم واحة سلام واطمئنان يتعايش فيه أتباع الأديان والمذاهب والفلسفات، ويتعاون الناس فيه مع بعضهم باحترام، ويواجهون المشاكل بالحوار لا بالعنف. وأوضح رئيس مجلس الشورى أن المملكة تؤمن بأن الحوار أحد الوسائل الفاعلة من أجل حياة كريمة ومستقرة، ومن هذا المنطلق فقد سعت حكومة المملكة على الصعيد المحلي لنشر ثقافة الحوار على نطاق واسع حيث أسست قبل سنوات مركزا وطنيا مختصا بالحوار وهو مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، كما سعت إلى تطوير برامج التعليم، وتوفير فرص العمل، والتأهيل والتدريب، والابتعاث، كما شاركت المرأة السعودية في الدورة الحالية لمجلس الشورى ولأول مرة بعضوية 30 امرأة ما يشكل 20% من مقاعد المجلس، وستشارك أيضا في عضوية المجالس البلدية في دورتها المقبلة. وبين أن المملكة تعد من أكثر الدول إسهاما في تقديم المعونات الإنسانية والإنمائية مقارنة بإجمالي الناتج الوطني على مستوى العالم، حيث بلغت نسبة ما قدمته 5.45% من المتوسط السنوي لإجمالي الناتج الوطني، في حين أن النسبة المقررة لدى الأممالمتحدة هي 0.7%. وأفاد أن المملكة ومن خلال تواجدها ضمن مجموعة العشرين، تؤكد دعم الجهود الرامية لاستقرار الاقتصاد العالمي واتخاذ المزيد من الإجراءات لتحرير التجارة وتجنب السياسات الحمائية. وتطرق الدكتور عبدالله آل الشيخ في كلمته إلى أهمية القضية الفلسطينية حيث لا تزال فلسطين الجريحة تئن تحت وطأة الاحتلال والتعسف من قبل الكيان الإسرائيلي، ويمارس في حق شعبها صنوف العدوان والظلم والتهجير في تحد سافر لكافة الأعراف والمواثيق الدولية. كما تطرق إلى الوضع في سوريا، والأوضاع المأسوية والإنسانية التي يعيشها أبناء الشعب السوري، مؤكدا أن على المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن أن يتخذ الإجراءات والقرارات اللازمة لوقف هذه الجرائم والعنف عن الشعب السوري.