تسلم 90 في المائة من ملاك العقارات المنزوعة للتوسعة الكبرى للمسجد النبوي الشريف تعويضات النزع، فيما واصلت الشركة المنفذة للمشروع عملها لليوم الثاني على التوالي أمس، بمتابعة الجهات المختصة، وأزالت أول عقار من 60 عقاراً في جهة الشرق. وعلمت «عكاظ» أن أعمال الإزالة ستنتقل إلى الجهة الغربية بعد إزالة أبرز عقارات الجهة الشرقية، فيما لا زالت التوسعة من الجهة الشمالية في أولى خطواتها، حيث من المقرر أن تصل للجهات المختصة أبرز العقارات المنزوعة للبدء في إجراءات حصر العقار، ومن ثم الإخلاء، وبعد ذلك الاستلام من وزارة المالية، وبدورها تسلمها للشركة المنفذة للبدء في أعمال الإزالة. يذكر أن سعر المتر المربع في الأراضي التي تم نزعها لصالح مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف يتراوح بين 100 إلى 400 ألف ريال، وتختلف القيمة السوقية للمتر المربع بحسب المسافة الفاصلة بين موقع الأرض والمسجد النبوي الشريف، وباشرت لجنة تقدير التعويضات المتكونة من ثلاث جهات حكومية هي إمارة المنطقة وهيئة تطوير المدينة وفرع وزارة المالية، في تسليم ملاك العقارات والأراضي المنزوعة قيمة التعويضات، وأنهت تسليم التعويضات لعدد من ملاك العقارات المنزوعة يقدر بنحو 90 في المائة، وذلك من خلال صرف شيكات تتضمن قيمة التعويض، ويتوقع إنهاء الصرف خلال الأيام المقبلة. وبالعودة إلى العقارات المنزوعة لصالح مشروع التوسعة تظهر عددا من العقارات التي ظلت طيلة الأعوام الماضية معلماً مهما بالقرب من المسجد النبوي، منها عمارة عشقي عمرها 30 عاماً، وأول مستشفى للنساء والولادة شرق المسجد النبوي، وعدد من الفنادق مثل فندق دلة وفندق الدخيل، وسوق الأنصار والذي أزيل أمس الأول. ووصف مدير العلاقات العامة في المسجد عبدالواحد الحطاب، بدء العمليات الأولية لتنفيذ التوسعة ب«النقلة التأريخية في تأريخ بناء المسجد النبوي الشريف» مشيراً إلى أن هذه التوسعة تعد الأكبر على مدار التأريخ وتهدف لتيسير أداء الصلاة وزيارة المسجد النبوي الشريف وتستوعب مليونا وستمائة ألف مصل. وأكد ل«عكاظ» عدد من الزوار أن هذه التوسعة تجسد حرص خادم الحرمين الشريفين على راحة الحجاج والمعتمرين. المهندس أحمد عبدالحكيم بدوي من جمهورية مصر الذى وصل قبل يومين إلى المدينةالمنورة لزيارة المسجد النبوي الشريف، عبر عن سعادته بتواجده في مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وقال «نشكر خادم الحرمين الشريفين على هذه التوسعة الجديدة للمسجد النبوي الشريف وغير ذلك من المشاريع التي تصرف فيها مبالغ كبيرة». وأكدت كل من صفاء عادل وأموري فاضل وصباح حسين زائرات من العراق أن أعمال التوسعة التى وجه بها خادم الحرمين تعد أحد المشاريع التى ستكون شاهداً على الأعمال التي يقوم بها ولاة الأمر في هذه البلاد من أجل خدمة الحرمين الشريفين. من جهته قال أنور دقيق من مدينة القدس في فلسطين «هذه الزيارة الثامنة لي للمدينة المنورة، وفي كل عام أشاهد مشروعاً، ما يؤكد اهتمام القيادة السعودية بتأمين المزيد من الراحة للمعتمرين والزوار»، وأكد المواطن عبدالله الجهنى أن التوسعة الجديدة للمسجد النبوي الشريف ستسهم في خدمه الزوار وأبناء المدينةالمنورة الذين يصل عددهم إلى مليون ونصف. في المقابل توقع تقرير رسمي صادر من هيئة تطوير المدينة أن تساهم التوسعة في تطوير المنطقة المركزية عموماً، وأفاد أن المشاريع الأخرى الموصى بها في إطار تطوير المنطقة المركزية ستوفر الخدمات السكنية والتجارية والفراغية والأمنية.