تكررت الحوادث المؤلمة في ملاهي الأطفال بالمولات الكبيرة وفي المدن المخصصة لها، وأصبحت الحاجة ملحة لتشديد الرقابة والتأكد من سلامتها ومقدرتها على حماية الأطفال من الإصابة بالأذى أو تعرضهم لخطر الموت. وكانت حادثة بانوراما الأخيرة هي الحدث الأكبر وراء موجة الإغلاقات التي شملت 8 مدن ملاه أخرى غير مطابقة لاشتراطات السلامة. وأوضح المواطن حسين الشهري أن توفر الكوادر المؤهلة والمدربة أحد عوامل السلامة في ملاهي الأطفال، لافتا إلى أن العمالة البسيطة وغير المدربة المتواجدة حاليا في أغلب مدن الملاهي تتحمل جزءا كبيرا من تلك الحوادث، مشددا على ضرورة توفر فرق إسعافية للتدخل الفوري في حالة حدوث طارئ أو إصابات، منوها بالاستفادة من الأخطاء السابقة التي حدثت في عدد من المولات، مناشدا الجهات ذات العلاقة، خاصة فرق الدفاع المدني بتكثيف الرقابة على الملاهي للتأكد من سلامتها وملاءمتها للحفاظ على أطفالنا. ويرى محمد الزيادي ضرورة أن يلتزم أصحاب الملاعب باتباع طرق السلامة والإرشادات الخاصة بهذه الألعاب، وعدم التساهل في دخول الأطفال دون السن المناسب للعبة، منوها بحدوث هذه التجاوزات بشكل كبير، خاصة في ظل غياب الرقابة والبحث عن الكسب السريع دون الالتفات للأخطار الحقيقية التي يتعرض لها الأطفال بعدم اتباع أبسط إجراءات السلامة. شاطره الرأي صلاح المطيري مؤكدا أن فرض أقصى العقوبات على المخطئ وإغلاق الملاهي هي أنجع السبل لعلاج هذه الأخطاء، مناشدا الآباء والأمهات بالتأكد من جودة الألعاب وعدم الإذعان لطلبات أطفالهم، مضيفا: من خلال تجربتي أرى أن هذه الملاهي تفتقد للكوادر المؤهلة والقادرة على حماية الأطفال وتشغيل الألعاب، بالإضافة إلى غياب الصيانة الدورية للحفاظ على جاهزية الألعاب فيما يكتفي القائمون على الملاهي بجمع المال. وأكد صابر الجمال أحد العاملين في الملاهي أن هناك تركيزا كبيرا على حماية الأطفال وإسعادهم، إلا أن الحوادث تحصل بشكل فردي، مشيرا إلى حرص إدارة الملاهي على الصيانة الدورية للألعاب وتطبيق معايير السلامة في أقصى حدودها، كما أنها تجلب الألعاب الجديدة غير الخطرة والمسموح بها تحت مراقبة شديدة من العاملين وأولياء أمور الأطفال والطلاب. من جهته أكدت المديرية العامة للدفاع المدني أن المدن الترفيهية لها لائحة تم تحديدها في متطلبات الوقاية والحماية من الحريق وتنظم آلية عمل مدن الملاهي، سواء كانت مدنا مستقلة بذاتها أم ملحقة بأي مبان أخرى، ولا يسمح بمباشرة تشغيل تلك المنشأة إلا بعد الحصول على التراخيص النظامية، فيما تظل عملية التشغيل تحت مسؤولية الجهة التي تتبع لها الملاهي، وهي ملزمة بإجراء عمليات الصيانة والفحوصات الدورية.