كشف الشيخ الدكتور يوسف بن عبدالله الوابل وكيل الرئيس العام المساعد للخدمات في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي طموحهم لتطوير معهد الحرم المكي الشريف ليكون نواة لجامعة الحرمين الشريفين تشمل العديد من الكليات في تخصصات مختلفة، معلنا أن الرئاسة تسعى لإطلاق قناة فضائية لتنقل الدروس التي تنظم في الحرمين الشريفين. وأفاد الدكتور الوابل في حواره ل «عكاظ» أنهم يحرصون على تقديم الدروس في الحرم المكي بجميع اللغات العالمية الحية، مشيرا إلى أنهم وقعوا اتفاقية مع معهد الأمير نايف للترجمة التابع لجامعة الإمام لترجمة خطب الحرمين باللغة الإنجليزية وبثها في مواقع الرئاسة الذي يشهدا تطورا متسارعا. إفادة الوافدين إلى المسجد الحرام بالدروس العلمية عبر الحلقات من الواجبات التي يسعى إليها القائمون على خدمة الحرمين الشريفين ولذلك هناك دروس متنوعة سواء كانت صباحية أو مسائية، هي تتبع معهد الحرم المكي الشريف الذي يحوي القسم المتوسط والثانوي والقسم العالي الذي يمنح البكالوريوس، ومعترف به من وزارة التعليم العالي والأزهر الشريف. ويستطيع الحجاج والعمار والزوار حضور الدروس في حلقات مفتوحة، فهناك طلاب نظامون، والمعتمرون والحجاج مستمعون يستفيدون منها، كما أنهم يستطيعون استفتاء المشايخ والمدرسين في المسائل الفقهية التي تعترضهم، وقد يكون هذا تطبيقا عمليا وعلميا للطلبة، بحيث يسمعون الأسئلة والإجابات من المشايخ. ? وما أبرز أهداف المعهد؟ - يهدف المعهد الذي أسس عام 1384 هجرية بأمر من الملك فيصل رحمه الله بمرسوم ملكي إلى تخريج الطلبة والدعاة ليفيدوا المسلمين في بلدان العالم، وهو لا يشترط جنسية معينة بل مفتوح للجميع، بل يجب أن يكون الطالب حاملا إقامة نظامية ويستحق الدراسة، وهناك بعض الطلاب الذين تخرجوا من بعض المعاهد أو من الجامعات، وأعادوا دراستهم في المعهد، لأن بعضهم لم يستفيدوا من الدراسة النظرية وفقا لقولهم، فيدرس معنا أطباء ومهندسون وضباط، فالمنتسبون للمعهد من فئات مختلفة، ونسعى للتطوير ليصبح كلية. ? من يقدم الدروس في الحرم وما مؤهلاتهم؟ - يقدمها مدرسون يحملون شهادات عليا الدكتوراه والماجستير، وغالبيتهم سعوديون وهناك وافدون من الراسخين في العلم، وتبدأ الدروس بعد الفجر، وبعضها بعد العصر، وبعد المغرب، عبر حلقات مفتوحة، ويشارك معنا في إلقائها في المواسم أصحاب السماحة مفتي عام المملكة، والشيخ صالح اللحيدان، عبدالله المطلق وصالح الفوزان، إضافة إلى مجموعة من أعضاء هيئة كبار العلماء، خلال موسم الحج وشهر رمضان والإجازات الصيفية، والدروس المفتوحة تتناول المواعظ في الإرشاد والإفتاء والإجابة على اسئلة الحجاج والعمار، لأنه يخصص الجزء الأخير من الدرس للإجابة على أسئلة الرواد، ويستفيد منها النساء عبر السماعات ومكبرات الصوت. ? هل الدروس التي تقدم في الحرم النبوي تتبع للمعهد؟ - هناك وكالة للرئاسة في المسجد النبوي وهناك إدارة خاصة بالتوجيه و الإرشاد تنظم الدروس وتضع لها جداول. ? أين نصيب الناطقين بغير العربية من دروسكم؟ - تقدم دروس بالعربية وبلغات عدة منها الاوردية والإندونيسية والملاوية منذ التسعينات الهجرية، ونسعى لتقديمها باللغات الحية، مثل الانجليزية، الفرنسية، الفارسية، التركية الهوسا، واللغات المنتشرة في جنوب أفريقيا وشرقها مثل السواحلية. ? وماذا عن الأنشطة الأخرى للمعهد؟ - نجري دورات عملية مكثفة في موسمي رمضان والحج، ولدينا الآن خطة لدورات تثقيفية للطلاب في الإجازة الصيفية. في الدور الأرضي من توسعة الملك فهد. ? كيف تحفظ الدروس التي تقدم في الحرم؟ - نحفظ جميع الدروس وخطب الحرمين بالتسجيل على أشرطة الكاسيت وسي دي، وتودع في المكتبة الصوتية في مكتبة الحرم التي تحوي أكثر من 100 ألف شريط، وبإمكان أي شخص الحصول على الشريط مجانا، فالرئاسة وفرت أجهزة متقدمة لتسجيل الدروس، ونسعى لنشرها على موقع الرئاسة على الشبكة العنكبوتية. ? لماذا تقع مكتبة الحرم في حي العزيزية؟ - تسعى الجهات المختصة لتشييد مبنيين للمكتبة الأول داخل الحرم والثاني مجاور له، أسوة بما هو موجود في المسجد النبوي، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس وجه بإنشاء مكتبة داخل المسجد الحرام والآن هم يجهزون لتشييدها. ? متى بدأت الدروس العامة في الحرم المكي؟ - الدروس العامة منذ عهد السلف، فالصحابي عبدالله بن عباس رضي الله عنه كانت له حلقات وعبدالله بن رباح والإمام مالك رضي الله عنهما، ومن جاء بعدهم، وكانوا يأتون إليها من كل مكان قاطعين آلاف الأميال، والرئاسة حريصة على رعاية هذه الدروس وتكثيفها طبعا. ? وكيف تسير عملية طباعة الكتب والدروس؟ - لدينا قسم خاص بالمطبوعات يعنى بطباعة الكتب العلمية التي تعدها الرئاسة للمشايخ المعروفين، وتقدم للحجاج والعمار كهدايا، وهي في الوقت ذاته إرشادية توعية تتعلق بمسائل العقيدة والعبادات والمناسك، وبلغات عدة، وهناك حقائب توعية توزع فيها مجموعة من الكتب والإرشادات. ? وما أبرز ما تتضمنه استراتيجية المعهد؟ - نطمح أن يكون المعهد نواة لجامعة الحرمين تشمل العديد من الكليات في تخصصات مختلفة، إضافة إلى التوسع في اللغات، كما نسعى لتوفير مرشدين متفرغين يجيبون على الأسئلة خلال 24 ساعة داخل الحرم، ونهتم بطلاب العلم، وتكثيف رعايتهم من ناحية السكن وتقديم المكافآت لهم وتذليل العقبات المادية التي قد تعترضهم. ? وما الجهة التي تقدم المكافآت لهم؟ - معهد الحرم يقدم للطلاب المنتظمين مكافآت من الدولة مثلهم مثل طلاب جامعة الأمام 450 ريالا شهريا للطالب للقسم الثانوي، والقسم العالي 850 ريالا مثل الجامعات، أما فيما يتعلق بالسكن فهناك من يوقف المساكن لهم كأوقاف، ولكن حين يتحول المعهد إلى جامعة سيصبح هناك سكن للطلاب. ? وماذا عن التعاون بينكم وبين جامعة أم القرى؟ - أبرمنا شراكات مع الجامعة حول الاستعانة بمشايخ منها للتدريس في القسم العالي، وتعاونا مع وزارة الشؤون الإسلامية وشاركوا معنا خلال موسم الحج بالمشايخ والعلماء، بالإجابة على فتاوى الحجاج والزوار، ودعمونا خلال موسم الحج الماضي بأكثر من 20 عالما، كما أننا نتعاون مع جامعة أم القرى للاستفادة من المعهد الذي أسسوه لتعليم اللغة لغير الناطقين، ونطمح أن ننقل دورس الحرم من خلال القنوات الفضائية، فرئاسة الحرمين تسعى جاهدة الآن لإطلاق قناة فضائية، لأننا نطمح أن تكون هناك قناة خاصة تنقل دروس الحرمين، مثل قناة القرآن والسنة. ? وهل جرت مخاطبة وزارة الثقافة والإعلام بهذا الخصوص؟ - هناك التعاون مكثف بيننا وبين الوزارة، بيد أننا لم نتطرق معها حول القناة الفضائية، وهي مدرجة ضمن خطة الرئاسة. ? كيف تتعاملون مع خطب الحرمين؟ - الخطب تحفظ وتترجم، بعد أن وقعنا مع معهد الأمير نايف للترجمة التابع لجامعة الإمام اتفاقية تترجم بموجبها الخطبة كاملة إلى اللغة الانجليزية وتنزل في موقع الرئاسة بدءا من شهر شوال العام الماضي. ? لماذا لا تنعكس هذه الترجمة على البث المباشر في التلفزيون؟ - تبث الخطبة على المواقع الالكترونية بعد الانتهاء منها فورا، لكن لم نصل بعد إلى الترجمة الفورية خلال البث المباشر، وتسعى الرئاسة لتطبيقها قريبا، لأن المسلين في أنحاء العالم لهم الحق في متابعة الخطب التي تبث من أرض الحرمين الشريفين، كما أن أكثر من 60 % من الموجودين في الحرم من غير الناطقين بالعربية، كما أننا خصصنا موقعا لذوي الاحتياجات الخاصة الصم والبكم لمتابعة خطب الجمعة بلغة الإشارة، في الدور الأول في توسعة الملك فهد، والموقع جهز للصم والبكم بالسلالم واللوحات التوجيهية.