استحداث كلية تقنية في طريف أصبح مطلبا ملحا لأولياء أمور الطلبة في المحافظة، حيث من المؤمل أن تشهد المنطقة طفرة صناعية كبيرة في الفترة القادمة تتماهى مع إنشاء مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية والتي تحمل اسم مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال المتوقع إنهاء تنفيذها في العام 2016م حيث يبدأ إنتاج المصانع على الفور. وسيساهم مشروع وعد الشمال في تحقيق تنمية مستدامة ستنهض باقتصاد المنطقة، إلى جانب المشاريع التنموية المتمثلة في عدد من المصانع لإنتاج المركبات الكيميائية المهمة. ويطالب الأهالي بالعمل على تأهيل أبنائهم الطلاب من خلال كلية تقنية أو صناعية للاستفادة من خبراتهم في هذه الشركات والمصانع على غرار كليتي الجبيل وينبع الصناعيتين اللتين ساهمتا في تأهيل الكوادر الوطنية بدلا من الاعتماد الكلي على الكوادر الأجنبية. وأوضح فهد العنزي أن الاحتياج إلى كلية صناعية يتزايد بعد إعلان مدينة وعد الشمال كمدينة صناعية بالقرب من طريف لتأهيل الكوادر الوطنية للعمل في هذه المدينة الصناعية التي ستوفر عددا كبيرا من الوظائف لخريجي هذه الكليات، كما أنها ستدعم برنامج السعودة الوطنية والمساهمة في رخاء وازدهار الوطن، ويقترح أن تنشئ مدينة الملك عبدالله لوعد الشمال معهدا أو كلية خاصة بها تضم التخصصات الدقيقة التي تحتاجها ويتم التعليم والتدريب من خلالها بالتنسيق مع المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني. ويرى فريح خلف الرويلي منصور المتعب أن التخصصات الحالية في المعهد الثانوي الصناعي المتمثلة في الكهرباء والميكانيكا واللحام والحاسب الآلي لا تجد إقبالا من خريجي الثانوية العامة أصحاب الطموح الكبير والراغبين في الحصول على البكالوريوس في تخصصات تقنية أو على الأقل الدبلوم العالي. وفي سياق متصل يرى خالد الطرقي ضرورة اعتماد جامعة الحدود الشمالية لكلية هندسة في محافظة طريف لتوفر التخصصات الهندسية المتوافقة مع متطلبات المدينة الصناعية الجديدة. من جهة أخرى يؤكد عاطف الرويلي ضرورة الإبقاء على المعهد الثانوي الصناعي الحالي كونه يقدم برامج لحملة الشهادات الابتدائية والمتوسطة، على أن يتم استحداث كلية صناعية أو تقنية بجانب المعهد، لافتا إلى أن التخصصات تختلف ما بين المنشأتين التعليميتين بالإضافة إلى اختلاف الفئة المستهدفة، وكل منهما مكمل للآخر وجميعها ستخدم سوق العمل إن في المدينة الصناعية أو في القطاع الخاص. من جهتة أوضح ل«عكاظ» مدير المعهد الصناعي الثانوي بطريف المهندس حمود القحطاني أن المعهد لديه برامج تدريبية حسب التخصص ومدتها من سنة إلى سنة ونصف ودبلوم الثانويات المطور ومدته سنتان وسيتم تغيير مسمى المعهد إلى مجمع التدريب التقني والمهني، مشيرا إلى أن المعهد سيشمل معهدا تقنيا وكلية تقنية في الوقت نفسه، كما أنه سيقدم تخصصات جامعية متوسطة بدءا بتخصص تقنية المكتبات، لافتا إلى أن الطاقة الاستيعابية تصل إلى 500 متدرب. وحول الشراكات الاستراتيجية التي تقيمها المعاهد أوضح القحطاني أنها تتبع نائب محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني للشراكات الاستراتيجية، بالإضافة إلى شراكة قائمة بين المعهد ومصنع أسمنت الجوف إلا أنها لم تفعل بعد. وأخيرا أشار القحطاني إلى التخصصات المتوفرة حاليا كالكهرباء الصناعية والحاسب الآلي والمحركات والمركبات، والإنشاءات المعدنية، موضحا أن جميع البرامج تخدم مدينة مشروع الملك عبدالله لوعد الشمال، كما أن المعهد في طور الإعداد للتوسع في التخصصات حسب احتياج الشركات القادمة للمحافظة، مؤكدا أن تدريب الكوادر الوطنية متاح من خلال الشراكة مع الشركات الخاصة والإدارات الحكومية على حد سواء. تحويل المعهد يؤكد الأهالي أن المعهد الصناعي الحالي يتمتع بفخامة في المبنى وتوفر الكوادر المتخصصة من مدرسين ومدربين بالإضافة إلى التجهيزات والأدوات، ما يؤهله للتحويل إلى كلية تلبي طموحات الشباب وتعد قوى عاملة ذات خبرات تقنية متميزة وفق المعايير التي تحتاجها مدينة وعد الشمال والقطاع الخاص في آن.