عبر عدد من المختصين في الشؤون الاجتماعية ومراكز التنمية، عن تفاؤلهم بإقرار مجلس الوزراء للإجراءات التي تخول وزارة الشؤون الاجتماعية إعداد وإقامة برامج ودورات توعوية للشباب والفتيات المقبلين على الزواج في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها، من أجل تأهيلهم تأهيلا شاملا في الجوانب الشرعية والصحية والنفسية والاجتماعية، عن طريق الجمعيات الخيرية ومراكز التنمية الاجتماعية من خلال نخبة متميزة من المدربين والمدربات، على أن يكون حضور هذه الدورات اختيارا لطرفي عقد الزواج، على أن تتولى الوزارة مهمة الإشراف على تلك الجمعيات والبرامج والدورات المقدمة، والنظر في مدى ملاءمتها للأهداف المرسومة لها، مؤكدين أنه سيكون لها بالغ الأثر في توعية الشباب والفتيات قبل دخولهم الحياة الزوجية، بحيث يتعرفون على متطلبات عش الزوجية ويصبحون على معرفة كاملة بالمسؤوليات المترتبة على ذلك. مدير الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج في محافظة جدة سلمان الشمراني أكد ل»عكاظ» ان الجمعيات المعنية بمساعدة الشباب على الزواج كانت تنتظر صدور هذا القرار نظرا لأهميته البالغة كون معظم الشباب والفتيات لا يدركون اهمية الزواج وما يترتب عليه من مسؤوليات، مطالبا بأن تكون هذه الدورات إلزامية للمقبلين على الزواج من الجنسين كما هو معمول به في معظم دول العالم. وأضاف الشمراني ان الجمعية تنفذ برنامجا توعويا للشباب والفتيات سنويا بهدف توعيتهم وتأهيلهم قبل الزواج وهو ما كشف لنا بأن كلا الجنسين غير مدرك لأهداف الزواج وأهميته وضمان استمراريته، مؤكدا أن مثل هذه البرامج ستسهم في تدني نسبة الطلاق للمشاركين فيها. من جانبه، أوضح الشيخ ياسر عبدالله الشابحي رئيس مشروع الزواج ورعاية الاسرة بمحافظة خليص، ان صدور مثل هذا القرار من مجلس الوزراء يعكس حرص القيادة الحكيمة على تأهيل وتوعية الشباب من الجنسين بأهمية الزواج للحد من حالات الطلاق. في حين أكد الشيخ عبدالعزيز بن حنش الزهراني رئيس الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج بمكةالمكرمة أن قرار مجلس الوزراء يعد لفتة كريمة في سبيل إعطاء الفرصة للجمعيات الخيرية المهتمة بشؤون الشباب بإقامة الدورات التدريبية التخصصية التي تهدف إلى رفع ثقافة الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، مضيفا أن جمعية مساعدة الشباب على الزواج في مكةالمكرمة خطت خطوات نحو تعزيز الثقافة الزوجية من النواحي النفسية والاجتماعية والشرعية والعمل على تأهيل الشباب لمرحلة ما بعد الزواج ورفع ثقافتهم في النواحي الأسرية، مشيرا إلى أن مثل هذه الدورات التدريبية والتثقيفية تساهم في الحد من الظواهر السلبية التي تظهر بين الزوجين بعد الزواج وما ينتج عنها من خلافات أسرية تنعكس سلبا في تفاقم ظاهر الطلاق والانفصال الزوجي نتيجة ضعف الثقافة الزوجية. وأضاف ان جمعية البر بمحافظة خليص دأبت منذ سنوات على اقامة ملتقى سنوي تحت مسمى «ملتقى العرسان» يتم من خلاله عقد دورات للمقبلين على الزواج من الجنسين ويلتحق به سنويا قرابة 100 شاب وفتاة ويشمل الملتقى حقيبة تدريبية متكاملة تستمر ليومين يقدمها خبراء ومختصون في الحياة الزوجية. ومن جهته، قال الشيخ محمد الصبحي ان قرار مجلس الوزراء قرار صائب وجاء في الوقت المناسب فالعديد من الشباب والفتيات يجهلون حقوق وواجبات كل طرف، وبعقد هذه الدورات بشكل موسع سيتم توعيتهم وتعريف كل طرف بحقوق وواجبات الطرف الآخر وطرق حل المشاكلات الزوجية وتلافيها واستمرار الحياة الزوجية بسلام ووئام. وبين محمد سلطان المغربي عضو جمعية مشروع الزواج ورعاية الاسرة على اهمية مثل هذا القرار، مؤكدا ان المركز نفذ اكثر من 8 دورات خلال السنوات الثماني الماضية استفاد منها ما يقارب 800 شاب وفتاة خلال السنوات الماضية، وثبت من خلال متابعتهم والتواصل مع الملتحقين بالدورة بعد اتمامهم للزواج استفادتهم القصوى من هذه الدورات التي دعمتهم وأهلتهم للحياة الزوجية الجديدة.