بصيص أمل وومضة حلم تراود مخيلة السجين عبدالله بن فارس البقمي من نتائج الزيارة التي سيقوم بها عدد من مشايخ القبائل والوجهاء الخميس القادم لأسرة المقتول، وقد يترتب عليها عتق رقبته إذا وافقت أسرة المقتول على التنازل عن حقها، وإذا تم ذلك فتلك حياة وعمر جديد للبقمي الذي مازال خلف القضبان في سجن الطائف منذ 5 سنوات بعد صدور الحكم عليه بالقصاص، ينخلع قلبه مرات في اليوم لدى سماعه وإحساسه بأية خطوة تقترب إليه ولو كانت بإحسان، ويتحسس عنقه آناء الليل وأطراف النهار، والنوم واليقظة سيان لديه، فالقاسم المشترك بينهما هو حلم البقمي بالسياف قوي البنية وبسيفه البتار يهوى على عنقه ويحزها حزا ليتدحرج رأسه كرة أمام الناظرين. أبناء البقمي الصغار الستة ثلاث بنات، وثلاثة أبناء قصرت أذهانهم الطفولية الغضة البريئة من أن تستوعب مجريات الحادثة والجرم الذي ارتكبه والدهم، وكلما شبوا عليه أن ذلك الملقى في غياهب السجن منتظراً أن يطول السيف رأسه في أي وقت، هو أبوهم الذين ترعرعوا وشبوا في كنفه حيث كانت تسبقهم كلماتهم البريئة كلما لمحوه قادما «بابا بابا». هؤلاء البراعم الذين لا حول ولا قوة لهم مازال يداعبهم الأمل فاردا جناحه بالبشرى السارة في أسرة المقتول للعفو عن والدهم لتعم الفرحة منزلهم وتسيل مشاعرهم الصافية جداول بهجة وسرور بعد أن أفلت شمس الأفراح عن منزلهم الكئيب سنوات خمس عجاف، إذ يظل سؤال هؤلاء البراعم الغضة الذي يضع الأكباد على الطناجر لمرارته التي تقطر دما ودمعا والذي يخرج كالسهام من تلك الأفواه الصغيرة «أين بابا»؟ ومتى سيعود؟ أبناء البقمي الصغار يناشدون ويهيبون بأهل الخير انتهاج كافة المساعي الحميدة لإنقاذ رقبة والدهم من حد السيف ويلتمسون التماسة الضعفاء أسرة المقتول بالعفو عنه، فهم ببراءتهم العفوية في أمس الحاجة لوجوده بجانبهم بعد الحرمان من أبوته عدة سنين، وكل الآمال، وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل، لازالت مرتجاة في أسرة الشيخ صقر العصيمي وقبيلته وقبيلة عتيبة وفي أهل الخير للعفو عن البقمي الذي يموت في السجن كل لحظة وينتظر الفرج عله يزجيه له اللقاء المرتقب، فهل تعود معه البسمة للشفاه الصغيرة، بل وتعود الحياة لهم ولوالدهم جميعا؟ هذا ما سيسفر عنه لقاء الخميس المقبل.