وأنت في شوارع عنيزة تجد نفسك محاطا بالكتل الأسمنتية، وتمد بصرك باحثا عن الخضرة التي تكسر حدة المباني الشاهقة ولكن دون فائدة، إذ ان الكثير من الشوارع جرداء خالية من الأشجار التي تحافظ على البيئة وتمتص التلوث. وأبدى عدد من سكان عنيزة رغبتهم بوجود اشجار في ميادين المحافظة لما لها من فوائد بيئية وصحية على الفرد والمجتمع في آن معا موضحين أن البلدية قامت مؤخرا بإزالة كل الأشجار التي كانت في الشوارع الرئيسية والفرعية بالمحافظة واستبدلتها بالأرصفة والفرش الأخضر الذي يعطي منظرا جماليا دون أن تكون له أي فوائد بيئية. وأوضح أحمد الماطر أن الجميع يقدر جهود البلدية بالمحافظة على سلامة البيئة وخدمة المجتمع والجميع يستشعر الأسباب التي ساقتها البلدية لإزالة الأشجار من شوارع وميادين عنيزة التي أبرزها المخاطر المرورية، وحجب الأشجار للرؤية أمام السائقين ما يتسبب في وقوع الحوادث. ويضيف الماطر قائلا "أتصور أن الحل ليس في إلغاء الأشجار نهائيا بل البحث عن بدائل مناسبة أخرى تحفظ سلامة البيئة وتحقق المطالب الشعبية بوجود أشجار طبيعية". ويواصل الماطر قائلا: كانت الجزر الوسطية بالشوارع الرئيسية تتزين بالأشجار التي توجد الظلال وتحقق فوائد بيئية كبيرة لكن مؤخرا تم إلغاء الأشجار ورصف كل الجزر الوسطية كإجراء من البلدية ونطالب بوجود بديل بيئي مناسب لها. ويقترح الماطر ان تتوسع البلدية بزراعة الأشجار وتكوين الحدائق الصغيرة في كل الأحياء والميادين من اجل حفظ التوازن البيئي لأنه يوجد الكثير من الأراضي الفضاء الخالية التي تشوه المنظر العام وتقتضي الحاجة تحويلها الى حدائق وأشجار مناسبة تحقق التكامل البيئي. ويقول فهد المطيري في تعليقه على الموضوع: إن إلغاء الأشجار سيكون سببا في وجود تصحر بيئي آخر بمحا فظة عنيزة فالأجواء القارية التي نعيشها يقتضي ان تسارع البلدية بوضع حلول بيئية تساعد بتخفيف نسبة التصحر والتقليل ان أمكن من مسببات الانبعاثات الحرارية. ويضيف المطيري قائلا: بالتأكيد ان زراعة الاشجار بمختلف انواعها بالميادين والطرق لها فوائد بيئية خاصة ومهمة لا يمكن تجاهلها مطلقا لذا فإن المطلوب من بلدية عنيزة المسارعة بوضع الحلول العلمية والمناسبة لإعادة تشجير المدينة بميادينها وطرقها. ومن جانبه، أوضح سعيد العقيل أن المواطنين تفهموا مبررات البلدية لإزالة الأشجار عن الشوارع الرئيسية والفرعية، ولكن الضرورة تقتضي البحث عن بدائل لكسر حدة المباني الأسمنيتة التي تشمخ في الفضاء. ومن جهته، أوضح كل من سامر السعيد، وعبدالعزيز السلمان، وناصر اليعقوب أن البلدية يمكنها زراعة أشجار معينة لا تحجب الرؤية امام السائقين وهناك قائمة طويلة من الأشجار يمكن أن تكون بديلة للأشجار الطويلة التي تولت البلدية إزالتها من الشوارع. مليون زهرة رئيس بلدية عنيزة المهندس عبدالعزيز البسام اعترف بأهمية التشجير وقال: حاليا ميادين عنيزة توجد بها مليون زهرة والبلدية مستمرة في هذا التشجير ولكن في الاماكن المناسبة اما في الشوارع فالوضع مختلف لأن الأشجار تحجب الرؤية امام السائقين كما توجد صعوبة ومخاطر عمليات الري.