توقفت أم محمد (06 عاما) والتي تعاني من الروماتويد والتهاب المفاصل أمام صيدلية مستشفى الملك خالد في حائل، وقدمت الروشتة للصيدلي، ولكن أبلغها أن الوصفة الدوائية لا توجد في صيدلية المستشفى ما جعلها تخرج مسرعة لشراء الدواء من صيدلية خاصة، وسيناريو أم محمد يتكرر في بعض الأحيان مع المرضى الذين لا يجدون مبتغاهم في صيدليات المستشفيات العامة. وأجمع عدد من المراجعين للعيادات الخارجية لمستشفى الملك خالد بحائل أن معاناتهم تتضاعف عندما لا يجدون دواء لأوجاعهم في الصيدليات الملحقة بالعيادات الخارجية. البداية كانت مع محمد الشمري وهو رجل مسن كان في عجلة من أمره أثناء خروجه من العيادات الخارجية في المستشفى وتحديدا من الصيدلية وبدت على ملامحه عدم الرضا والغضب، وقال بصوت مرتفع: «إلى متى نواصل شراء الأدوية على حسابنا ؟». من جهته، قال سليمان العنزي: «أعاني من إصابة في ساقي نتيجة حادث مروري ودرجت على مراجعة عيادة العظام بالعيادات الخارجية منذ أشهر لوجود أسياخ حديد في ساقي، والمعاناة التي أتكبدها مع كل مراجعة أنه حين يكتب لي الطبيب المختص وصفة طبية تتمثل في مسكنات الألم أفاجأ بعدم توافر معظم أدوية الوصفة داخل صيدلية العيادات الخارجية وكذلك الداخلية للمستشفى، الأمر الذي يضطرني لشرائه من خارج المستشفى على حسابي الخاص». وأضاف: «في كل مرة أراجع فيها وأطلب من الصيدلية صرف الدواء لكن دون جدوى، حيث لا يتوفر الدواء المطلوب، الأمر الذي يجعلني أشتريه من خارج المستشفى على حسابي الخاص». وقال سعيد محمد أحد مرضى الفشل الكلوي والذي يتردد كل ثلاثة أيام للغسيل الكلوي: «هناك الكثير من مرضى الفشل الكلوي ينتظرون أدوية ناقصة من أشهر لا نستطيع شراءها من الصيدليات الخاصة وذلك بسبب غلاء سعرها والسؤال هل من المعقول أن ينتظر مريض بأمراض مزمنة أشهر بلا دواء». وأكد المواطن حماد التريباني بقوله: «راجعت العيادات الخارجية بالمستشفى لعيادة الأطفال لوجود إمساك مزمن مع ابني وقمت بالتحاليل والأشعة اللازمة، علما بأني حصلت على الموعد من أشهر، وبعد التشخيص وكتابة العلاج بالوصفة من قبل الطبيبة المختصة وعند انتظار مرير للصيدلية أخبروني بأن بعض الأدوية غير متوفرة وعليكم التوجه لأقرب صيدلية خاصه لشراء هذه الأدوية»، مفيدا بأنه متقاعد وراتبه التقاعدي لا يتجاوز ال 3000 ريال وهذا الأمر يقلقني فعندي أطفال أصرف عليهم. أما بندر سليم العازمي، فأكد أن العيادات الخارجية في المستشفى تعاني من زحام المراجعين، مشددا على أن الزحام يقابله تواضع في الخدمات المقدمة للمرضى وأهمها نقص في الأدوية، مبينا أن المراجع يعاني كثيرا من المشاكل من خلال انتظاره الطويل لموعد الأطباء أو لصرف الدواء وهي مشاكل يجب لوزارة الصحة أن تلتفت لها وتعالجها والسؤال إلى متى يا وزارتنا الموقرة ؟. ويطالب فهد الحطاب بضرورة توفر كافة الأدوية في جميع الصيدليات داخل المستشفيات الحكومية، في حالة عدم توفرها، وخاصة أدوية الأمراض المزمنة، وقال: «الحمد لله أنني بصحتي وعافيتي، ومجيئي إلى المستشفى من أجل الحصول على بطاقة التبرع بالدم، وأنظر إلى الزحام الكبير الذي يقع داخل المستشفى وخارجه». ويؤكد أحد المسؤولين في إحدى الصيدليات الخاصة بحائل، أنهم يستقبلون مرضى كثر يلجؤون لهم بوصفات. توفير العقاقير من جهة أخرى، دافع مصدر مسؤول في الشؤون الصحية بالمنطقة عن صحة ذلك بقوله بأن الوزارة حريصة كل الحرص على توفير كافة الأدوية وبأشكالها المختلفه لراحة المريض، وتحت شعار (المريض أولا) الذي سبق وأن أطلقته وزارة الصحة.