زار صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود نائب أمير منطقة الرياض، البارحة الأولى، معرض الرياض الدولي للكتاب، وتجول في أجنحة المعرض وعدد من دور النشر، كما زار مقر هيئة الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر بالمعرض والتقى خلالها مشرف الفترة المسائية الشيخ خالد بن ناصر الحميد، كما قام بزيارة لجناح الهيئة واطلع على شرح لبعض الأعمال التي تقوم بها الهيئة في المعرض. من جهته، أوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان أن مليونا وثلاثمائة زائر زاروا معرض كتاب الرياض خلال الأيام الماضية، بحسب إحصائيات الأجهزة الإلكترونية للمعرض. وأضاف أن موقع المعرض على الإنترنت فاق زواره العدد السابق، وحول ما أثير في مواقع التواصل الاجتماعي عن ضغط المحتسبين على المعرض، قال الحجيلان: «معرض الكتاب هذا العام حظي بالسلاسة، وهناك تعاون كبير بين الوزارة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم نلاحظ أي ظاهرة سلبية». وأضاف: «الكتب الموجودة كلها كتب مجازة مفسوحة، ولم ترد بلاغات عن أي كتاب فيه مخالفة، ولهذا فالمحتسبون متواجدون كزوار كغيرهم»، مؤكدا أن التعاون الرسمي قائم بين وزارة الثقافة والإعلام وبين الهيئة من خلال تلقي الملاحظات والمقترحات والشكاوى عبر المكاتب والصناديق المعدة لذلك، وهناك تواصل مع الجميع. وأشار إلى أن تميز هذا العام تبدى في انسيابية وسلاسة الحركة داخل المعرض، وحضور عدد كبير من المثقفين في عدد من الندوات الثقافية التي تم تنظيمها. وقال: «المعرض وفر مجموعة من الحوافز لاجتذاب الشباب إلى المشاركة في الندوات وطرح آرائهم ومقترحاتهم»، وأضاف: «المعرض سهل للزوار أيضا وجود أجهزة البحث الآلي التي تضم أكثر من 52 ألف عنوان كتاب ميسرة وسهلة، سواء أكان البحث عن طريق عنوان الكتاب أو عبر الإنترنت من خلال الموقع»، لافتا إلى أن القارئ يمكن أن يحصل على الكتب المطلوبة وأماكن تواجدها من خلال ملف صغير يستطيع الشخص حمله والتوجه به مباشرة إلى الناشر. في السياق نفسه، أوضح الدكتور عبدالله البشر أهمية التفريق بين المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي، ورأى أن المسؤولية الاجتماعية في أبسط صورها تعني مبادرة القطاع الخاص في القيام بعمل ما تجاه المجتمع. واستعرض ظهور مفهوم المسؤولية الاجتماعية في العصر الحديث، موردا العديد من الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية اللذين تحدثا عن المسؤولية تجاه ضرورات النفس، وتجاه الأسرة بوصفها مجتمعا صغيرا، انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». جاء ذلك خلال مشاركته في «المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي» في معرض الرياض الدولي للكتاب البارحة الأولى. واستعرض البشر أدلة من القرآن الكريم تحث على عمل الخير، بوصفه يمثل عملا تطوعيا، كما استعرض دور المؤسسات في القطاع الخاص تجاه المسؤولية الاجتماعية، معتبرا أنها لم تلب التوقعات. بدوه، بين الدكتور صالح الوهيبي أن العمل التطوعي مرده كلمة الطوعي التي لا إكراه فيها، ومن ثم تحتاج إلى مبادرة ودافعية من قبل الأفراد والجهات والمنظمات تجاه القيام بالأعمال التطوعية من منطلق المسؤولية تجاه الإسهام في عمل ما، وأكد أن قيام المؤسسات والقطاعات الخاصة بمختلف مجالاتها بأعمال تطوعية يعزز منافستها وحضورها في السوق الاجتماعي أيا كان مجال تلك لقطاعات، وأيا كان نشاطها، مشددا على أهمية الالتفات إلى ما يقدمه العمل التطوعي، وبخاصة في الدول العربية التي وصف العمل التطوعي فيها بالمتأخر، مقارنة بالكثير من دول العالم التي أصبحت قادرة من خلال العمل التطوعي على مواجهة العديد من الكوارث الطبيعية وتحمل تبعاتها. من ناحيتها، استعرضت فايزة نتو عددا من تجاربها الشخصية في مجال المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي، وبينت أن العمل التطوعي يواجه في الوقت الحالي العديد من الصعوبات والمعوقات التي تحد منه، مطالبة بتعليم العمل التطوعي مهاريا عبر العديد من المجالات، منها الطبخ والتطريز والتصميم والتعامل مع الحوادث أو ما قد يظهر من كوارث مختلفة. العوالم الافتراضية للطفل وفي ندوة «الطفل والعوالم الافتراضية» التي أقيمت، البارحة الأولى، قدمت مديرة عام التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم سابقا فوزية أخضر ورقة عمل تناولت فيها ذوي الاحتياجات الخاصة واهتمام ولي الأمر بهذه الفئة الغالية علينا، موضحة أن الإسلام لا يفرق بين صحيح وعليل، وأشارت إلى أن التقنية سلاح ذو حدين، ولكن مع هذا يتوجب أن نتوجه للتقنية في التعليم لنتخلص من الدور التعليمي التقليدي للتعليم. وختمت ورقتها بانتقاد التعليم العالي بعدم إتاحة الفرصة لمصابي العوق السمعي بالالتحاق بالجامعات وحتى التعليم التقني، فيما أكدت فاطمة الحسين مديرة القسم النسائي ومكتبة الطفل بمكتبة الملك عبدالعزيز بالمربع بأن المكتبة الآن بصدد إنشاء مكتبة رقمية للكبار والصغار. من جهته، أوضح الدكتور مالك بابكر، في ورقته، أن المقصود بالعالم الافتراضي ما يفترض أن يكون عليه الطفل منذ ولادته، مضيفا أن عمر الطفل منذ ولادته وحتى عمر سبع سنوات هو العمر الذي تتشكل فيه شخصية الطفل، وهو ما يتوجب على الوالدين الاهتمام به، وتحدث بابكر عن تجربة اليابان وكيف أنهم يهتمون بهذا العمر المهم الذي يكون شخصية الطفل، معتبرا ذلك أحد عوامل تطور اليابان وتقدمها التقني. وشهدت الندوة العديد من المداخلات، حيث ذكر أحد الآباء أن ابنته من ذوي العوق السمي، وهي الآن في الثانوية العامة ونسبتها 100 %، وتساءل أين تذهب بعد أن تتخرج من الثانوية ولا يوجد من يقبلها في التعليم العالي ولا التقني أو المهني؟، في حين انتقد رئيس تحرير مجلة ميكي للأطفال الندوة، موضحا أن لا علاقة لها بالعالم الافتراضي كما تم الإعلان عنه، ومشيرا إلى أنها لم تتطرق لعلاقة الأطفال بالأجهزة التقنية، وكيف نقنن استخدام الأطفال للأجهزة واقتنائها. الإسلام والرياضة من جهة أخرى، وقع الكاتب تركي بن ناصر السديري، أمس الأول، على كتابه «الإسلام والرياضة» الصادر من دار طوى بالرياض، واصفا فوزه بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب بالجميل والغالي على نفسه، موجها شكره للجنة الاختيار على ترشيحها للكتاب الذي يتحدث عن الرياضة في المجتمع المسلم منذ صدر الإسلام وفي الجزيرة العربية قبل الإسلام، وأشار إلى أن اللجنة رأت في الكتاب ما يؤهله للفوز بهذه الجائزة، موضحا أن الكتاب تطرق لموضوعات جديدة على المكتبة السعودية وربما المكتبة العربية أيضا، وقال «إن هذا الفوز يعتبر فوزا لكل العقول السليمة التي تهتم بالعلم والارتقاء به».