حديقة المضبعة كانت أحد أهم المتنزهات في الداير، إذ ضبط أبناء المحافظة إيقاع أحلامهم وآمالهم عليها، نظرا لموقعها المميز ومساحتها الشاسعة، لتكون متنفسا لقضاء أوقات فراغهم ورسم البسمة على وجوه أطفالهم. ولكن سرعان ما تبددت أحلامهم وذهبت أدراج الرياح، بعدما تحولت إلى مشروع متعثر تم سحبه من المقاول بعد مماطلة في الإنجاز وتخبط في التنفيذ، إضافة إلى أنه تسبب بمحاصرة ثانوية الداير بالردميات التي نقلها من المشروع إلى جوارها. «عكاظ» وقفت على موقع الحديقة المتعثرة منذ سنوات، ورصدت أبرز ما تبقى من ملامح المشروع، حيث لم نجد سوى سيارة تالفة تقبع في وسط الحديقة وخلاطة أسمنت تركها المقاول، إضافة إلى أعمدة حديدية تآكلت بفعل الصدى وعوامل التعرية، ونفايات ومخلفات مرمية هنا وهناك ومتناثرة على أطرافها، وكلاب ضالة سكنت أطراف الحديقة واتخذتها مأوى لها. كما التقت عددا من الأهالي الذين تحدثوا عن المشروع حيث قال علي المالكي إن بلدية محافظة الداير طرحت مشروع ترميم الحديقة وتطويرها وقد مضى على بداية العمل فيها وقت طويل، راوح بين العمل ببطء والتوقف وبين التخبط في التنفيذ، كتثبيت العاب الأطفال في الحديقة قبل الانتهاء من العمل فيها بطريقة تشكل خطرا على الاطفال الذين يستخدمون هذه الالعاب التي تم سحبها مؤخرا، وسط اكوام الردميات وبقايا الخشب والمسامير وقرب سيارة تالفة وخلاطة اسمنت (واقفتين منذ أشهر). وأضاف أن المقاول توقف عن العمل في المشروع بعدما نقل أكواما من الردميات بطريقة بدائية ووضعها بجوار وأمام مدرسة ثانوية الداير ليحاصرها بها من الجهتين وليشوه واجهتها ويستولي على مواقف السيارات. من جانبه، قال عمر المالكي أحد سكان حي المضبعة إنه منذ استلام المقاول المنفذ المشروع قبل عشرة أشهر لم نشاهد سوى عبث في تنفيذ المشروع، فالمقاول رمى مخلفات الحديقة من حجارة وتراب في أرض مخصصة للتعليم، وهي عبارة عن مواقف سيارات لمدرسة ثانوية الداير، ما تسبب في ارباك أهالي الحي، حيث يقوم الطلاب والمعلمون أثناء الدوام الرسمي بإيقاف سياراتهم أمام منازل الأهالي وفي وسط الطريق المخصص للحي، ما يتسبب في اشكاليات عدة للسكان الذين رفعوا عدة شكاوى للجهات المختصة بضرورة إزالة هذه المخلفات من أرض التعليم إلا أن هذه الشكاوى لم تجد أي تجاوب من الجهات المعنية. أما فهد المالكي، أحد طلاب مدرسة الداير الثانوية، فقال إن المخلفات تؤثر على ساحات المدرسة وميادينها بسبب الرياح التي تحمل التراب إلى داخل المدرسة، ما شوه جماليتها وأثر على طلابها سلبا وخصوصا من يعانون من الأمراض الصدرية كالربو. من ناحية أخرى، أبدى مدير المدرسة محمد المالكي استياءه الشديد من وضع مخلفات الحديقة أمام فناء المدرسة وعند مدخلها، وقال ل«عكاظ» إن المقاول احتل أرضا مخصصة للتعليم ورمى فيها مخلفات الحديقة من تراب وحجارة، مشيرا إلى أنه تم رفع عدة مخاطبات إلى محافظة الداير والبلدية ومكتب التربية والتعليم، بضرورة إزالة المخلفات التي حاصرت المدرسة وشوهت مدخلها وضيقت الخناق على مواقف السيارات ما أثار استياء سكان الحي المجاور للمدرسة الذين تضرروا من عدم وجود مواقف للمعلمين والطلاب ولكن دون جدوى. أحدث المواصفات أوضح رئيس بلدية الداير المهندس غصاب بن نايف العتيبي ل«عكاظ» أن مشروع حديقة المضبعة، مشروع متعثر وتم سحبه من المقاول بعدما ماطل في التنفيذ وتخبط في الإنشاء. وأضاف أنه تم عمل مخطط جديد للحديقة لتكون ترفيهية عائلية متكاملة، وستتم ترسيتها على مقاول جديد لتنفيذها على أحدث المواصفات.