ما إن يعود الموظفون والطلاب إلى منازلهم ظهرا في حي ولي العهد في العاصمة المقدسة حتى يفاجؤا بأكوام من مخلفات البناء قرب مساكنهم وعلى الأراضي البيضاء في المخطط، ويزداد حجمها يوما بعد آخرين، وبعد بحثهم وتقصيهم في الأمر اكتشفوا أن سائقي الشاحنات يفضلون التخلص من نفايات المشاريع التطويرية في مكةالمكرمة خصوصا المنطقة المركزية في حيهم، ليوفروا الجهد والوقت على أنفسهم، بدلا من نقلها إلى الموقع الذي حددته الأمانة خارج العاصمة المقدسة بنحو 30 كلم، غير عابئين بالأضرار التي يلحقونها في المخطط. وطالب سالم اللحياني الجهات المختصة بتعقب الشاحنات التي تتخلص من مخلفات البناء في الأراضي في العاصمة المقدسة، مشيرا إلى أنهم شوهوا البيئة بدعوى اختصارهم للوقت. وذكر اللحياني أن النفايات تزحف على مساكنهم في حي ولي العهد يوما بعد آخر، مشددا على أهمية وضع حد لهم وتعقبهم بالجزاءات. وقال اللحياني: «ليس من المعقول أن تستوعب شوارعنا والساحات البيضاء في الحي مخلفات المشاريع التطويرية في مناطق أخرى»، متمنيا تدارك الوضع في أسرع وقت. إلى ذلك، شدد محمد السليماني على أهمية متابعة أصحاب الشاحنات التي تتخلص من النفايات في حي ولي العهد وفرض عقوبات صارمة عليها، ملمحا إلى أن الأراضي البيضاء في المخطط أضحت مكبا للمخلفات العائدة لمشاريع تطويرية وإنشائية في المنطقة المركزية. بدوره، قال قبيل الهذلي: «سمعت أن البلديات خصصت أماكن لهذا الردميات إلا أن سائقي الشاحنات يختصرون الوقت والجهد على أنفسهم ويلقون بالنفايات قرب مساكننا في مخطط ولي العهد»، لافتا إلى أن غالبيتها من مخلفات البناء وتحطيم الصخور وكشط الطبقات الأسفلتية في الطرق. وأفاد الهذلي أن هذا الأمر أصبح مزعجا، مشيرا إلى أن سائقي الشاحنات يستغلون أوقات الصباح وانشغال السكان بأعمالهم والطلاب بمدراسهم لإلقاء مخلفاتهم في الحي. وأضاف: «أصبحنا نفاجأ كلما عدنا من أعملنا بأكوام المخلفات تنتشر قرب مساكننا، ويبدو أنهم أمنوا العقوبة، فتمادوا في تجاوزاتهم». في المقابل، أقر أحد سائقي الشاحنات أن الأمانة خصصت أماكن للتخلص من مخلفات البناء، بيد أنها تبعد عن مكةالمكرمة بنحو 30 كلم ما يجعل الرحلة إلى ذلك الموقع شاقة، في حين يجدون سهولة في التخلص منها في الأراضي البيضاء داخل الأحياء. عقوبات صارمة أفاد مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة أنهم رصدوا التجاوزات على الأراضي البيضاء داخل الأحياء، لافتا إلى أن هناك مراقبة مشددة على الأحياء المتضررة. وأكد أنهم أوقفوا العديد من الشاحنات المخالفة وأوقعوا العقوبات بها، لتخلصها من مخلفات البناء في الأراضي البيضاء، محملا المواطنين المسؤولية لعدم إبلاغهم عن هذه الظاهرة.