يعتبر الكابتن حسين عبدالغني أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم السعودية عبر تاريخها الطويل، بل يصفه الكثير من النقاد والمتابعين بأنه أفضل لاعب في مركز الظهير الأيسر في تاريخ الكرة السعودية، بفضل ما يتمتع به هذا اللاعب من إمكانات فنية كبيرة جعلته علامة فارقة في كل من المنتخب السعودي، وناديي الأهلي والنصر، من خلال مشاركاته معهما، إلا أن كل تلك الإمكانات الفنية الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب، ظلت أسيرة انفعالات غير محسوبة العواقب من قبل اللاعب، الذي في كل مرة يراهن فيها عليه الكثير من المنتمين للوسط الرياضي يخذلهم بطريقة تدعو للغرابة. فعبر تاريخ اللاعب الطويل، ومن خلال مشاركاته سواء مع المنتخب السعودي أو ناديي الأهلي والنصر، ظل الكابتن حسين عبدالغني الرقم الثابت في كل صراع يحدث أثناء أو بعد المباريات، والمحزن في الأمر أنه لاعب من فئة الأساطير على الجانب الرياضي، وتحديدا المستوى الفني، ولكن كل جماليات ذلك الأداء الجميل يشوهها بتصرفات خارجة عن الروح الرياضية في كثير من الأحيان، فهل ما يقوم به الكابتن حسين عبدالغني من انفعالات وتصادمات مع الآخرين هي بسبب ضغوطات نفسية يعيشها اللاعب، أم أنها بسبب ضعف إداري لم يتخذ عقوبات مناسبة تردعه عن القيام بمثل تلك التصرفات التي تسيء له قبل ان تسيء للآخرين.. «عكاظ» طرحت بعض السلوكيات التي تصدر من الكابتن حسين عبدالغني على عدد من الرياضيين لمعرفة أسباب تلك الانفعالات ومدى تأثيرها على مسيرة اللاعب، وعلى اللاعبين الشباب الذين قد يتأثرون بمثل تلك التصرفات فخرجت بهذه المحصلة: كيال: انفعالاته مزعجة للحكام حيث يرى الخبير التحكيمي الكابتن غازي كيال أن الكابتن حسين عبدالغني على المستوى الفني لا يختلف عليه اثنان من حيث موهبته الكروية الكبيرة، إلا أن التصرفات السلوكية التي تصدر منه أثناء سير المباريات، وتحديدا عندما يكون فريقه متأخرا في النتيجة، هي من أساءت لتاريخ هذا اللاعب كثيرا، فعلى مدى مشوار اللاعب في الملاعب نجد أنه القاسم المشترك لكل الأحداث الخارجة عن الروح الرياضية في المباريات التي يكون فريقها طرفا فيها، وتابع: مشكلة الكابتن حسين عبدالغني أنه من السهل «نرفزته» من قبل اللاعبين الآخرين، وبالتالي أصبح يعيش تحت ضغط نفسي رهيب في كل مباراة يخوضها فريقه، حيث شاهدنا كيف أن سلوك اللاعب يختلف من حالة الفوز إلى حالة الهزيمة، وأضاف: بعد هذه الرحلة الطويلة للكابتن حسين عبدالغني في ملاعب كرة القدم، إلا أن كل تلك السنوات لم تمنحه خبرة ضبط انفعالاته، التي دائما ما يدفع ثمنها فريقه، لذلك كلنا أمل أن يعي اللاعب خطورة تلك الانفعالات وتأثيرها على زملائه اللاعبين في الفريق. الدبيخي: يؤثر على زملائه من جانبه، يرى الكابتن حمد الدبيخي أن الكابتن حسين عبدالغني يعتبر أحد أفضل لاعبي الكرة السعودية عبر التاريخ من حيث الإمكانات الفنية التي يتمتع بها اللاعب، غلا أنه للأسف الشديد، يشوه جمالية ذلك الأداء والمستوى المميز الذي يقدمه هذا اللاعب في أحايين كثيرة، خروجه عن طوره أثناء سير المباريات، مما يجعله يدخل في صراعات لا طائل منها. وتابع: كان من الممكن القضاء هذه المشكلة لدى اللاعب لو تم علاجها منذ وقت مبكر، حيث يجب أن يتم التناقش مع اللاعب بشكل مطول من قبل إدارة ناديه، حتى يتجاوز مثل تلك الانفعالات، التي تسيء له أكثر مما تخدمه، وأضاف: الكابتن حسين عبدالغني يعتبر الآن في نهاية مشواره الكروي، وكلنا أمل في أن يعكس اللاعب ما هو جيد عنه قبل مغادرته الوسط الرياضي، فهو قامة فنية كبيرة يستفيد منها النشء، لذلك نأمل أن يقترن أداؤه المميز بسلوكيات أكثر تميزا. الحامد: شخصية اللاعب متمردة وقلقة استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد أكد أن قائد فريق النصر الكابتن حسين عبدالغني يعاني من بعض المشاكل النفسية، فالكثير من السلوكيات التي يقوم بها هذا اللاعب عبر تاريخه الطويل، والمتمثلة في إثارة المشاكل وانفعالاته المتكررة، تؤكد أن الكابتن حسين عبدالغني شخصية انفعالية بشكل مبالغ فيه، ويتضح من خلال انفعالاته أنه لا يستطيع السيطرة على انفعالاته، وأضاف: عندما نشاهد هذا اللاعب يتحدث إلى وسائل الإعلام نجد أنه شخصية متواضعة وهادئة وتجيد التحدث بلباقة كبيرة، ولكن ما يعاب على شخصيته أنه لا يستطيع التحكم في أعصابه وانفعالاته أثناء الغضب، حيث نجد أن كل تركيزه يكون على ردة الفعل القاسية تجاه الآخرين، وبين الدكتور الحامد أن السبب يعود في ذلك إلى أن شخصية الكابتن حسين عبدالغني تعتبر شخصية قلقة أو شخصية متمردة وانفعالية، وتابع: للأسف الشديد الكابتن حسين عبدالغني لم يهتم كثيرا بحل تلك المشكلات النفسية التي يعاني منها، فمن الأفضل أن يقوم الشخص بمراجعة الأخصائي النفسي للتخلص من بعض السلوكيات الخاطئة التي يعاني منها، حيث يعلم جميع الوسط الرياضي أن اللاعب عرف عنه منذ بداياته مع كرة القدم بكثرة النرفزة والاحتكاكات المتكررة مع زملائه اللاعبين، وتعدد البطاقات الملونة التي يحصل عليها، ولكن للأسف لم يتدارك اللاعب منذ بداياته هذه المشكلة حتى باتت ملازمة له في كل مباراة، وتابع: مثل هذا النوع من الشخصيات ترى أنها دائما على صواب، وأن الآخرين على خطأ وهذا ما عزز لديه الشعور بالعنف تجاه كل من يخالفه أو يختلف معه داخل الميدان، فهذه النوعية تتعامل مع الأمور بقليل من العقلانية وكثير من العاطفة. وعن مدى حاجة اللاعب إلى جلسات في العلاج النفسي، قال «بالفعل هو يحتاج إلى عدة جلسات في العلاج النفسي، حيث في البداية يجب أن تركز هذه الجلسات على تعديل طرق التفكير لدى اللاعب، وينبغي أن يدرب اللاعب على طرق السيطرة على الغضب، ومحاولة إيقاف الانفعالات التي يمارسها، حتى تكون انفعالاته عقلانية وبعيدة كل البعد عن العنف وإلحاق الضرر بالآخرين، فهذه أبرز الحلول للمشكلات النفسية، التي تحتاج إلى عدد كاف من جلسات العلاج النفسي، وهذه الجلسات سيكون لها تأثير كبير في تعديل وتقويم سلوك هذا اللاعب بكل تأكيد. دعجان: بحاجة إلى جلسات نفسية ويرى أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد دعجان أن السلوكيات التي يقوم بها الكابتن حسين عبدالغني أثناء المباريات، تتم فقط في حالة خسارة فريقه للمباريات، وهذا يدل على مدى حرص اللاعب على الفوز وعدم تقبله للخسارة، وأضاف: في مثل هذه الحالات يحتاج اللاعب إلى ضبط انفعالاته، وألا يقع أسيرا لها حتى لا تصبح تلك الانفعالات صفة ملازمة له، وتابع: مثل هذه الانفعالات التي يقوم بها الأفراد بحاجة إلى جلسات علاج نفسي كي يتمكن الشخص من تجاوز تلك الانفعالات، والتحكم فيها بشكل أمثل.