تمثل رياضة ركوب الخيل الوسيلة المثلى لدى المبتعثين في أستراليا للترفيه وملء أوقات الفراغ في إجازة نهاية الأسبوع، وسط بيئة مكتظة بالمزارع وإسطبلات الخيول، حيث يجري فيها تدريب هواة هذه الرياضة الأصيلة، وتعزيز ارتباطهم بالخيل. وفيما يحرص المبتعثون وأبناؤهم على المداومة في التدرب وتنمية مهاراتهم، عاشت «عكاظ» يوما مع هواة الخيل في رحلة اخترقت الغابات، بدءا من الإسطبل الذي يمثل نقطة الانطلاق. ويروي الطالب في مرحلة الدكتوراه صالح القحطاني بدايات التجربة، قائلا: قررنا نحن مجموعة من المبتعثين خوض تجربة جديدة مع هذه الرياضة العريقة، فنالت الفكرة إعجاب الشباب جميعهم، فسارعنا بالمشاركة بأنفسنا وبعضنا اصطحب أبناءه معه، وكنا نهدف بذلك إلى الخروج من أجواء الدراسة والجامعة، وتعزيز الألفة والمودة بيننا، في برامج ورحلات جماعية كهذه. ويشير المبتعث في مرحلة الماجستير محمد علي المالكي إلى جانب آخر دفعه للإقدام على هذه الرياضة والتدرب على ركوب الخيل، حيث حث الدين الإسلامي على تعلمها وممارستها، إضافة إلى الأجواء التي تخلقها، إذ يسودها التآلف بين الطلاب، وتزيح هموم أسبوع شاق في التعلم بالجامعة، وتخفف أعباء الغربة والبعد عن الأهل والأصدقاء. ويصف المالكي الرحلة والتحديات التي واجهوها بأنها كانت رائعة رغم وجود بعض المعوقات أثناء ركوب الخيل، ومنها صعوبة المرور بين الأشجار، ووجود الوحل وكميات كبيرة من المياه في الطريق، لكنهم اعتبروا ذلك مغامرة مهما تعددت المصاعب. ويضيف نزار الأنصاري: حقيقة لم نكن نتوقع أن تتحول التجربة إلى مغامرة، حيث كنا نظن أنها مجرد وقت قصير نمتطي فيه الخيول على أرض مستوية، بينما كانت المفاجأة أننا اخترقنا الغابات الكثيفة، وعبرنا الأنهار في لحظات مثيرة، نراقب فيها بعضنا بعضا في انتظار من يسقط أولا. ولم تقتصر التجربة على المبتعثين وحدهم، بل امتدت إلى أبنائهم، كما حصل مع مازن سالم (12 عاما)، فيقول «أجزل الشكر بداية إلى والدي الذي اصطحبني معه في رحلة مثيرة وبفكرة جديدة مشوقة، غامرنا فيها بركوب الخيل، فلم نكن نتصور أنه بهذه المتعة، التي تدفعني لمواصلة التدرب على مهارات الرياضة حتى أتقنها».