دفعت المعاناة اليومية للمبتعثات السعوديات في الولاياتالمتحدةالأمريكية، من غلاء أسعار النقل، والتوجس أحيانا من سائقي (التاكسي) في ميتشيغان إلى قيادة السيارة بأنفسهن، وتعلمها في مدارس نسائية بحتة، استجابة للظروف المحيطة التي فرضت عليهن. ففي خطوة مفصلية وجريئة، تعاقد رئيس النادي السعودي في مدينة فلينت ولاية ميتشيغان عبد الرحمن خلف الشمري، مع شركة رائدة متخصصة في تعليم قيادة السيارات لتأهيل المبتعثات السعوديات على القيادة بشروط وضوابط خاصة. وقال ل«عكاظ» رئيس النادي فرضنا عدة شروط على الشركة، من أبرزها أن تتولى مهمة تعليم المبتعثات نساء أمريكيات، مؤكدا أن جميع المبتعثات يحرصن وبشدة في الحفاظ على عاداتهن وتقاليدهن في كل مكان في الولاياتالمتحدة. وأشار الشمري إلى أن التعاقد مع شركة تعليم السيارات، يأتي في إطار المحاولات الدائمة لخدمة المبتعثة السعودية في شؤونها اليومية، متوقعا أن تقدم بقية الأندية السعودية في أمريكا على مثل هذه الخطوة، وداعيا بقية الأندية الأخرى إلى العمل على تلبية احتياجات المبتعثات في كل المجالات، ومنها تعلم قيادة السيارات، التي تستدعيها الظروف الحتمية. وبين أنه اتفق مع الشركة المخصصة على أن يتم توصيل الطالبات من مقر مركز تعليم القيادة إلى منازلهن مع إناث فقط، حرصا على سلامة المبتعثات وعدم اختلاطهن بالآخرين. وعزا رئيس النادي الإقدام على هذه الخطوة إلى معاناة المبتعثات في التنقل من مكان إلى آخر، سواء من الناحية المادية أو المعنوية، حيث تشهد تعرفة النقل عبر سيارات الأجرة ارتفاعا جذريا، فضلا عن المخاوف التي تنتاب الطالبات نتيجة التصرفات التي يتخذها السائقون، فاضطررنا في البداية إلى التنقل عبر الحافلات العامة، لكن المشكلة تفاقمت، حيث يتكدس في هذه الحافلات عشرات الركاب، من كل أصناف المجتمع، ما يعرض الطالبة للمضايقات خاصة عن بدت متحجبة. يشار إلى أن الملحقية الثقافية شكرت الشمري نتيجة إصداره كتيبا يشمل كل المعلومات التي يحتاجها المبتعث أو المبتعثة في المدينة، كأسماء الشوارع، ومحطات النقل والخدمات العامة، والحدائق والمحال التجارية ومراكز التسوق والمطاعم، في إطار تقديم الخدمات التي تسير على الطلاب سبل المعيشة.