لم تفاجئنا تلك الكلمات الصادقة التي قالها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، ونثرتها عكاظ على صفحاتها في الأيام الماضية، فقد كان الأمير النبيل محقاً في وصفه للأيام الجميلة التي عاشها ويعيشها مع أبنائه ضباط الحرس الوطني وضباط الصف والأفراد، فقد كان سموه قريباً منا عندما نتشرف فيها بمرافقته في التمارين العسكرية، حيث يخرج معنا، نقيم في مكان واحد، نأكل من ذات الأكل، ونعيش في نفس الظروف ونواجه ذات التحدي والطموح، لقد كان الأمير في زياراته يحرص على معايشة واقع جندي الحرس الوطني والقرب من حياته اليومية. لقد شرفت بالعمل مع سمو سيدي الأمير متعب بن عبدالله في المدرسة العسكرية، ثم كلية الملك خالد العسكرية وهو الذي أسس بنيانها وأوجد كيانها وأصبحت من أفضل الكليات العسكرية ثم شرف العمل مع سموه بمقام رئاسة الحرس الوطني حتى تقلد منصب (رئيس الحرس الوطني)، وعلى مدى هذه السنين الطويلة كان الأمير متعب بن عبدالله متواضعاً، منصتاً جيداً لزملائه، يباغتهم بحس الصلة، ولين الجانب، وثبات الموقف.. متعب بن عبدالله هو ذلك الإنسان الذي عرفناه منذ أول يوم، لم تغيره المناصب ولا الألقاب، قريب ممن يعملون معه، لم يبخل علينا في يوم برأي سديد ولا مشورة أو دعم معنوي أو مادي لما فيه مصلحة إنسان الحرس الوطني. الأمير متعب بن عبدالله لم يكن قائداً وحسب، بل كان قدوة يقتدى بها وموجهاً.. قوي من غير قسوة.. لين من غير ضعف أو تهاون، فهو مسؤول تتعدى اهتماماته الجندي أو صف الضابط أو الضابط إلى أبنائه وأسرته.. يسال، ويشجع، ويمنح الفرص، ويواسي، قريب منهم في الأفراح، وعضيد لهم عند الأحزان، والصعوبات.. كان لحديث سمو الأمير متعب بن عبدالله عن الحرس الوطني أثره البالغ في كل منسوبي هذه المؤسسة العسكرية والثقافية العريقة، عندما وصف سموه ماضي الحرس الوطني وما مر به من مراحل تطوير لإنسان الحرس الوطني قبل آلياته ومعداته، و شخص واقعه الذي نعيشه اليوم بكل فخر، وألمح إلى مستقبله المشرق الذي هو مصدر فخر واعتزاز، لقد أثلج حديث سموه الصدور بالكشف عن تلك الخطط التطويرية العصرية الشاملة، والتي تتم على أعلى مستويات التحديث بالتعاون مع كبريات المؤسسات المتخصصة في مجال التقنية والإدارة. اليوم يجني سمو الأمير متعب بن عبدالله تلك الثمار اليانعة التي غرسها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أمد الله بحياته - لتطوير الحرس الوطني، طوال عقود من البذل والعطاء والمثابرة، ومما يذكر فيشكر لسمو سيدي رئيس الحرس الوطني هو قيادته لهذا القطاع متبعاً خطى سيدي خادم الحرمين الشريفين اتباعاً محكما، حتى أصبح الحرس الوطني كياناً ذا شخصية فريدة وقيم عريقة راسخة برسوخ هذا الوطن. لقد دفعتني كلمات سمو سيدي الأمير متعب بن عبدالله وغيري كثير من أبناء الحرس الوطني للكتابة ولست بكاتب، ولكنه جهد المقل في شكر من يستحق الشكر والثناء على كل ما يبذله من أجل أبنائه منسوبي الحرس الوطني، فلكم الشكر والذكر الحسن.. ولكم الولاء والوفاء يا سيدي. ولعكاظ الصحيفة كل التقدير لمحاولتها كشف بعض الجوانب المشرقة في شخصية أمير النبلاء ونبيل الأمراء. غيثان بن ضيف الله العَمري