أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية على ضرورة حل الملف النووي الإيراني بشكل جذري، وعدم الاكتفاء ب«احتوائها»، واعتبر أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد السيطرة على سورية، في حين تعهد نظيره الأمريكي جون كيري بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي ووعد بمواصلة الضغط على دمشق. وشدد الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي على موقف المملكة الداعم ل«حق الشعب السوري بالدفاع عن نفسه» مطالبا بحظر بيع الأسلحة للنظام السوري الذي قال إنه «يقتل شعبه»، كما أشار إلى أن المباحثات شملت الملفات الإيرانية واليمنية، إلى جانب عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وشدد الأمير سعود على أهمية أن يتمكن الشعب السوري من الدفاع عن نفسه كحق مشروع. وتابع «بحثنا وقف إمداد النظام بالأسلحة التي سيسخدمها في قتل شعبه ولا نستطيع أن نقف صامتين أمام المجازر، لدينا واجب أخلاقي، لم نر نظاما يستخدم صورايخ استراتيجية ضد شعبه ولا يمكن أن يحق لشخص يقتل شعبه أن يبقى حاكما لبلده». وفيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد الفيصل على أهمية استئناف جهود السلام وفق رؤية واضحة ومحددة وخطوات حقيقية وليست تجميلية خصوصا في ظل وجود قرارات شرعية دولية واضحة واتفاقات سابقة مبرمة ومرجعيات متفق عليها لا تتطلب سوى وضعها موضع التنفيذ للوصول إلى الحل العادل والدائم والشامل المفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وذلك في إطار حل الدولتين. كما تطرق الفيصل إلى الشأن اليمني قائلا «أنوه أيضا بدعم الولاياتالمتحدة للمبادرة الخليجية لحفظ أمن اليمن واستقراره، ونتطلع لاستمرار دعم الولاياتالمتحدة لمؤتمر لندن المقبل لأصدقاء اليمن». وبشأن التعاون الاقتصادي بين البلدين، قال الأمير سعود إن حجم الاستثمارات سجل أعلى مقاييس له مؤكدا على التعاون الوثيق بين الرياض وواشنطن في مواجهة الأزمة المالية العالمية، والعمل سويا من أجل تعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي. وعلق الأمير سعود على المباحثات الدولية مع إيران حول ملفها النووي قائلا: «لا بد أن يكون لأي مفاوضات نهاية ووقت محدد، لا يمكن أن تكون مجرد تبادل للحديث دون توقف، يجب علينا التباحث بجدية ووضع التزامات واضحة، وهذه العوامل ليست موجودة مع الإيرانيين» معربا عن رفضه ل«التفاوض لمجرد التفاوض»، وأضاف محذرا: «إذا استمر الوضع على ما هو عليه سنجد أنفسنا أمام سلاح نووي». كما نوه الفيصل كذلك بالتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله وتحقيق نجاحات ملموسة في هذا الشأن مع الاستمرار في الجهود على المستويين الثنائي والدولي. ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي «نعمل مع الرياض في مكافحة المتطرفين» مشيرا إلى أن بلاده مستمرة في العمل من أجل تمكين المعارضة السورية من الوصول إلى حل سلمي، مشددا على أن الأسد يعمل على تدمير بلده وشعبه، ولا يحق له الاستمرار في الحكم، ومؤكدا على ضرورة ضمان وصول الأسلحة إلى العناصر المعتدلة في المعارضة. لافتا إلى أنه ليس هناك ضمانات بألا تصل الأسلحة إلى الأيدي الخطأ. وأوضح كيري أنه حظي بلقاء الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وناقشا خلال اللقاء التعاون بين البلدين الصديقين، إضافة إلى القضايا المتعلقة بالأمن في المنطقة ذات الاهتمام المشترك منها قضية سورية وعملية السلام. وأضاف: «إننا نعمل جنبا إلى جنب لمحاربة التطرف والعنف وتعزيز أواصر الثقة بين الشعبين»، وتابع «إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمسؤولين هنا يعملون على مختلف الصعد لتنويع الاقتصاد، وعلينا أن نفعل ذلك لصالح بلدينا»، مشيدا باختيار 30 امرأة في مجلس الشورى بالمملكة وإيجاد فرص اقتصادية للمرأة. وأكد وزير الخارجية الأمريكية أهمية عملية السلام في الشرق الأوسط قائلا: «هذه مسألة تحدثنا بها وأشرت إلى أن الرئيس أوباما سيزور إسرائيل في فترة قريبة وهو يصغي لكل ما يأتيه من المنطقة والفرص الموجودة ونحن نتفق على أهمية هذه المسألة. وحول الملف النووي الإيراني المثير للجدل، أكد كيري على رغبة بلاده في إيجاد حل سلمي للملف الإيراني والتزام طهران، وقال «إن مخاطر السباق النووي في المنطقة تسمح للمتطرفين بتطوير قنبلة قذرة». وأشار الوزير الأمريكي إلى أن هناك مدة محددة متاحة للمحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية بشأن برنامجها النووي.