عندما يصاب البعض بمرض السرطان فإنهم قد لا يصمدون أمامه ويستسلمون له، ولكن البعض الآخر يجعل من هذا المرض بداية لحياة أخرى مليئة بالتفاؤل وأمل الشفاء، وذلك ما فعلته آمنة الحربي، من المريضات الناجيات، التي لم يزدها المرض إلا قوة بالله لتقف على أعتاب الأمل به سبحانه ولتأخذ بيدي كل مريض بالدعوة إلى الله بالصبر على عظيم الابتلاء. وتقول عن بداية المرض: عندما علمت بالمرض على العكس استقبلته بكل صدر رحب ولم اعتبره عائقا لي عن مواصلة حياتي فتشبثت بالله، ومن ثم توجهت للحرم النبوي وصليت في الروضة الشريفة وسألت الله الثبات في الأمر، وأن هذا المرض ما هو إلا لرفع درجات المؤمن عند ربه، فلربما كانت للإنسان درجة لم يستطع بلوغها بعمله، وعند الابتلاء ينال هذه الدرجة من الرفعة وأعظم الأجر عندما يرضى الإنسان بقضاء الله وقدره. وأضافت: بدأت العلاج وأتممت كافة برامجي العلاجية وأنا على إيمان قوي بأن الله هو الشافي المعالج، ولم أضعف رغم كل الآلام المصاحبة لجلسات العلاج ولم تكن عائقا وإنما كانت دافعا لي لمحبة الحياة، وكنت سابقا قريبة من الله وزادني المرض قربا أكثر وأكثر حتى وصلت إلى مركز الدعوة. وعند سؤال «عكاظ» كيف تحولت من مريضة إلى داعية.. قالت: ولله الحمد الثبات والعزيمة وقوة الإيمان والتحلي بالصبر هي ما أوصلني لهذه المرحلة، ولكن عندما كنت في مدينة الرياض لتلقي العلاج وجدت بعض المريضات هناك ينتابهن الخوف الشديد من المرض ونفسيتهن محطمة من التفكير فيه، وهناك من تحكي قصتها للمريضة المقابلة لها فتزداد خوفا على خوفها، فكان ذلك حافزا لي أن أبدأ معهم الكلام عن الصبر وما أصابهن اختبار وابتلاء من الله، وأذكرهن بقوله تعالى «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب». وأفادت أن هذا العمل لوجه الله لا تبتغي منه سوى الأجر، ورفع معنويات المرضى، مشيرة إلى أنها دائما تحرص على أن تبدأ حديثها معهم بفضل الرضا بالقضاء والقدر، لأنه من أعلى درجات الصبر، وأن يتقبلوا العلاج بصدر رحب، والمرض ليس شبحا مخيفا لا يمكن التغلب عليه، فلا يوجد هناك داء إلا وخلق الله له دواء، وأن لا ينسيهم المرض ذكر الله، بل لا بد من التقرب إليه بالعبادات والدعاء، كما أن المرض يحط من ذنوب المؤمن عند صبره واحتسابه الأجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما على الأرض مسلم يصيبه أذى من مرض فما سوى ذلك، إلا حط الله عنه خطاياه، كما تحط الشجرة ورقها».